الامام المهدي يقرأ الآية عند مولده الشريف
662 - روي الشيخ الصدوق رحمه الله بإسناده عن حکيمة بنت محمّد بن عليّ بن موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قالت: بعث إليّ أبو محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام، فقال: ياعمّة اجعلي إفطارک هذه الليلة عندنا، فإنّها ليلة النصف من شعبان، فإنّ اللَّه تبارک وتعالي سيُظهر في هذه الليلة الحجّة، وهو حجّته في أرضه.
قالت: فقلت له: ومن اُمّه؟
قال لي: نرجس، قلت له: جعلني اللَّه فِداک ما بها أثر!
فقال: هو ما أقول لک.
قالت: فجئت فلمّا سلّمت وجلست جاءت تنزع خُفّي وقالت لي: ياسيّدتي وسيّدة أهلي کيف أمسيتِ؟ فقلت: بل أنت سيّدتي وسيّدة أهلي، قالت: فأنکرت قولي وقالت: ما هذا ياعمّة؟ قالت: فقلت لها: يابنيّة إنّ اللَّه تعالي سيهب لک في ليلتک هذه غلاماً سيّداً في الدنيا والآخرة، قالت: فخجلت واستحيت.
فلمّا أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة، أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت، فلمّا أن کان في جوف الليل قمتُ إلي الصلاة، ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث، ثمّ جلست معقّبة، ثمّ اضطجعت ثمّ انتبَهتُ فزعة وهي راقدة، ثمّ قامت فصلّت ونامت.
قالت حکيمة: وخرجت أتفقّد الفجر، فإذا أنا بالفجر الأوّل کذنب السرحان، وهي نائمة، فدخلني الشکوک، فصاح بي أبو محمّد عليه السلام من المجلس، فقال: لا تعجلي ياعمّة فهاک - الأمر قد قرب، قالت: فجلست وقرأت الم السجدة ويس، فبينما أنا کذلک، إذ إنتبَهت فزعة، فوثبتُ إليها فقلت: اسم اللَّه عليک، ثمّ قلت لها: أتحسّين شيئاً؟ قالت: نعم ياعمّة، فقلت لها: اجمعي نفسک واجمعي قلبک فهو ما قلتُ لک، قالت: فأخذتني فترة وأخذتها فترة، فانتبهت بحسّ سيّدي، فکشفت الثوب عنه فإذا أنا به عليه السلام ساجداً يتلقّي الأرض بمساجده، فضممته إليّ، فإذا أنا به نظيف متنظّف، فصاح بي أبو محمّدعليه السلام: هلمّي إليّ ابني ياعمّة، فجئت به إليه، فوضع يديه تحت إليتَيه وظهره، ووضع قدمه علي صدره، ثمّ أدلي بلسانه في فيه وأمرّ يده علي عينيه وسمعه ومفاصله، ثمّ قال: تکلّم يابُنيّ.
فقال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريک له، وأشهد أنّ محمّداً رسول اللَّه صلي الله عليه وآله، ثمّ صلّي علي أمير المؤمنين عليه السلام وعلي الأئمّةعليهم السلام إلي أن وقف علي أبيه، ثمّ أحجم.
ثمّ قال أبو محمّد عليه السلام: ياعمّة اذهبي به إلي اُمّه ليسلّم عليها وائتني به، فذهبت به فسلّم عليها، ورددته فوضعته في المجلس، ثمّ قال: ياعمّة إذا کان يوم السابع فأتينا.
قالت حکيمة: فلمّا أصبحت جئت لاُسلّم علي أبي محمّد عليه السلام وکشفت الستر لأتفقّد سيّدي، فلم أره، فقلت: جعلت فداک ما فعل سيّدي؟ فقال: ياعمّة استودعناه الّذي استودعته أُمّ موسي، موسي عليه السلام.
قالت حکيمة: فلمّا کان في اليوم السابع جئت فسلّمت وجلستُ، فقال: هلمّي إليّ ابني، فجئت سيّدي عليه السلام وهو في الخرقة ففعل به کفعلته الاُولي، ثمّ أدلي لسانه في فيه کأ نّه يغذّيه لبناً أو عسلاً، ثمّ قال: تکلّم يابُنيّ.
فقال: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وثّني بالصلاة علي محمّد وعلي أمير المؤمنين وعلي الأئمّة الطاهرين صلوات اللَّه عليهم أجمعين، حتّي وقف علي أبيه عليه السلام، ثمّ تلا هذه الآية: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم ونُريد أن نَمُنّ علي الّذين استُضعِفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارِثين - ونُمَکِّن لهم في الأرضِ ونُري فِرعونَ وهامان وجُنودَهما منهم ما کانوا يَحذَرون» قال موسي - راوي الحديث -:
فسألت عقبة الخادم عن هذه، فقالت: صدقت حکيمة. [1] .
663 - روي العلّامة البيّاضي؛ قال: قالت حکيمة: قرأت علي اُمّه نرجس وقت ولادته التوحيد، والقدر، وآية الکرسي، فأجابني من بطنها بقراءتي، ثمّ وضعته ساجداً إلي القبلة، فأخذه أبوه وقال: اُنطق بإذن اللَّه، فتعوّذ وسمّي وقرأ: «ونُريد أن نَمُنّ علي الّذين استُضعِفوا في الأرض» الآيتين، وصلّي علي محمّد وعليّ وفاطمة والأئمّة واحداً واحداً باسمه إلي آخرهم، وکان مکتوباً علي ذراعه الأيمن: «جاءَ الحقُّ و زَهَقَ الباطلُ إنّ الباطلَ کان زَهوقاً»... [2] الحديث. [3] .
پاورقي
[1] کمال الدّين 2 : 426-424 ح 1.
[2] الإسراء: 81.
[3] الصراط المستقيم 2 : 210-209.