سوره نمل
الآية الاولي قوله عزّوجلّ: «ولقد آتَينا داودَ وسُلَيمان عِلماً وقالا الحمدُ للَّه الّذي فَضَّلَنا علي کَثير مِن عِباده المؤمنين». [1] .
619 - روي العلّامة عليّ بن إبراهيم القمّي؛ في الآية الکريمة، قال:
اُطيَ داود وسليمان ما لم يعط أحداً من انبياء اللَّه من الآيات، علّمهما منطِق الطير، وألان لهما الحديد والصِفر من غير نار، وجُعلت الجبال يسبّحن مع داود، وأنزل اللَّه عليه الزبور فيه توحيد وتمجيد ودعاء وأخبار رسول اللَّه صلي الله عليه وآله، وأمير المؤمنين عليه السلام، والأئمّةعليهم السلام، من ذرّيتهماعليهما السلام، وأخبار الرجعة، والقائم عليه السلام، لقوله: «ولقد کَتَبنا في الزَّبور مِن بعد الذِکر أنّ الأرض يَرِثُها عِبادِيَ الصالحون. [2] [3] .
الآية الثانية قوله عزّوجلّ: «قُل الحَمدُ للَّه و سَلامٌ علي عِباده الّذين اصطفي ءَاللَّه خيرٌ أمّا يُشرِکون». [4] .
620 - روي العلّامة ابن شهر آشوب؛ عن ابن عبّاس في قوله: «الحَمدُ للَّه و سَلامٌ علي عِباده الّذين اصطفي» قال: هم أهل بيت رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وسلم: عليّ بن أبي طالب وفاطمة، والحسن والحسين عليهم السلام وأولادهم إلي يوم القيامة، هم صفوة اللَّه وخيرته من خلقه. [5] .
الآية الثالثة قوله عزّوجلّ: «أمَّن يُجيب المُضطَرّ إذا دَعاه ويَکشِف السُّوءَ ويَجعلکم خُلَفاء الأرض ءَإلهٌ مع اللَّه قليلاً ما تَذَکَّرون». [6] .
621 - روي النعمانيّ رحمه الله بإسناده عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، في قوله تعالي: «أمّن يُجِيب المُضطَرَّ إذا دَعَاه»، قال: نزلت في القائم عليه السلام، وکان جبرئيل عليه السلام علي الميزاب في صورة طير أبيض، فيکون أوّل خلق اللَّه مبايعة له - أعني جبرئيل - ويبايعه الناس الثلاثمائة وثلاثة عشر، فمن کان ابتلي بالمسير، وافي تلک الساعة، ومَن (لم يُبتل بالمسير) فُقِدَ من فراشه، وهو قول أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: «المفقودون من فُرشهم» وهو قول اللَّه عزّوجلّ: «فاستَبِقوا الخيرات أين ما تکونوا يأتِ بکم اللَّه جميعاً» [7] قال: الخيرات الولاية لنا أهل البيت. [8] .
622 - وروي محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم في کتاب «علل الأشياء» في قوله تعالي: «أمَّن يُجيب المُضطَرّ إذا دَعاه ويَکشِف السُّوءَ ويَجعلکم خُلَفاء الأرض»، قال، قال الصادق عليه السلام: هو واللَّه القائم إذا قام في الکعبة وصلّي رکعتين ودعا اللَّه، فهذا ممّا لم يکن بعد، وسيکون إن شاء اللَّه. [9] .
623 - روي محمّد بن العبّاس بإسناده عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: إنّ القائم إذا خرج، دخل المسجد الحرام فيستقبل الکعبة ويجعل ظهره إلي المقام ثمّ يصلّي رکعتين، ثمّ يقوم فيقول:
ياأيّها الناس أنا أولي الناس بآدم، ياأيّها الناس أنا أولي الناس بإبراهيم، ياأيّها الناس أنا أولي الناس بإسماعيل، ياأيّها الناس أنا أولي الناس بمحمّد صلي الله عليه وآله، ثمّ يرفع يديه إلي السماء فيدعو ويتضرّع حتّي يقع علي وجهه، وهو قوله عزّوجلّ: «أمَّن يُجيب المُضطَرّ إذا دَعاه ويَکشِف السُّوءَ ويَجعلکم خُلَفاء الأرض ءإلهٌ مع اللَّه قليلاً ما تَذَکَّرون». [10] .
624 - وبالإسناد عن ابن عبدالحميد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه السلام في قول اللَّه عزّوجلّ: «أمّن يُجيب المُضطَرّ إذا دعاه»، قال: هذا نزلت في القائم عليه السلام إذا خرج تعمّم وصلّي عند المقام وتضرّع إلي ربّه، فلا تُرَدّ له راية أبداً. [11] .
625 - وفي تفسير عليّ بن إبراهيم في قوله تعالي: «أمَّن يُجيب المُضطَرّ إذا دَعاه ويَکشِف السُّوءَ ويَجعلکم خُلَفاء الأرض» روي بإسناده عن صالح بن عقبة، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: نزلت في القائم عليه السلام، هو واللَّه المضطرّ إذا صلّي في المقام رکعتين ودعا اللَّه فأجابه، ويکشف السوء ويجعله خليفة في الأرض. [12] .
626 - روي محمّد بن إبراهيم النعمانيّ بإسناده عن إسماعيل بن جابر، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه السلام، أ نّه قال: يکون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب - وأومي بيده إلي ناحية ذي طوي - حتّي إذا کان قبل خروجه، انتهي المولي الّذي معه حتّي يلقي بعض أصحابه، فيقول: کم أنتم هاهنا؟ فيقولون: نحواً من أربعين رجلاً، فيقول: کيف أنتم إذا رأيتم صاحبکم؟ فيقولون: واللَّهِ لو ناوي الجبال لناويناها معه، ثمّ يأتيهم من القابلة فيقول: أشيروا إلي رؤسائکم وأخيارکم عشرة، فيشيرون له إليهم، فينطلق بهم حتّي يلقوا صاحبهم ويعدهم الليلة الّتي تليها.
ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام: واللَّه لکأنّي أنظر إليه وقد أسند ظهره إلي الحجر، فينشد اللَّه حقّه، ثمّ يقول: ياأيّها الناس من يحاجّني في اللَّه فأنا أولي الناس باللَّه، أيّها الناس من يحاجّني في آدم فأنا أولي الناس بآدم، أيّها الناس من يحاجّني في نوح فأنا أولي الناس بنوح، أيّها الناس من يحاجّني في إبراهيم فأنا أولي الناس بإبراهيم، أيّها الناس من يحاجّني في موسي فأنا أولي الناس بموسي، أيّها الناس من يحاجّني بعيسي فأنا أولي الناس بعيسي، أيّها الناس من يحاجّني بمحمّد صلي الله عليه وآله فأنا أولي الناس بمحمّد صلي الله عليه وآله، أيّها الناس مَن يحاجّني بکتاب اللَّه فأنا أولي الناس بکتاب اللَّه، ثمّ ينتهي إلي المقام فيصلّي عنده رکعتين وينشد اللَّه حقّه.
ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام: وهو واللَّه المضطرّ الّذي يقول: «أمَّن يُجيب المُضطَرّ إذا دَعاه ويَکشِف السُّوءَ ويَجعلکم خُلَفاء الأرض» فيه نزلت. [13] .
627 - روي عليّ بن إبراهيم بإسناده عن صالح بن عقبة، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: نزلت في القائم من آل محمّدعليهم السلام، هو واللَّه المضطرّ إذا صلّي في المقام رکعتَين ودعا اللَّه فأجابه، ويکشف السوء ويجعله خليفة في الأرض. [14] .
628 - عليّ بن إبراهيم بإسناده عن أبي خالد الکابليّ، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: واللَّهِ لکأنّي انظر إلي القائم عليه السلام وقد أسند ظهره الي الحجر، ثمّ ينشد اللَّه حقّه، ثمّ يقول: يا أيّها الناس من يحاجّني في اللَّه فأنا أولي باللَّه، أيّها الناس من يُحاجّني في آدم فأنا أولي بآدم عليه السلام، يا أيّها الناس من يحاجّني في نوح فأنا أولي بنوح عليه السلام، أيّها الناس من يحاجّني في إبراهيم فأنا أولي بإبراهيم عليه السلام، يا أيّها الناس من يحاجّني في موسي فأنا أولي بموسيعليه السلام، أيّها الناس من يحاجّني في عيسي فأنا أولي بعيسي عليه السلام، أيّها الناس من يُحاجّني في رسول اللَّه (محمّد) فأنا أولي برسول اللَّه (بمحمّد) صلي الله عليه وآله وسلم، أيّها الناس من يحاجّني في کتاب اللَّه فأنا أولي بکتاب اللَّه. ثمّ ينتهي إلي المقام فيصلّي رکعتَين وينشد اللَّه حقه.
ثمّ قال أبو جعفر عليه السلام: هو - واللَّهِ - المضطرّ في کتاب اللَّه في قوله: «أمّن يُجيب المُضطرّ إذا دعاه ويَکشِف السُّوءَ ويجعلکم خُلَفاء الأرض» فيکون أوّل من يبايعه جبريل، ثمّ الثلثمائة والثلاثة عشر رجلاً، فمن کان ابتُلي بالمسير وافي، ومن لم يُبتل بالمسير فُقِد من فراشه، وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام: «هم المفقودون من فرشهم» وذلک قول اللَّه: «فَاستَبِقوا الخَيراتِ أَينَما تَکونوا يأتِ بِکُمُ اللَّه جَميعاً» [15] قال: الخيرات الولاية. [16] .
الآية الرابعة قوله عزّوجلّ: «وإذا وَقَع القَول عَلَيهم أَخرَجنا لهم دَابّةً مِن الأرض تُکَلِّمُهم أنّ النَّاسَ کانُوا بآياتنا لا يُوقِنون». [17] .
پاورقي
[1] النمل: 59.
[2] الأنبياء: 105.
[3] تفسير القمّي 126:2.
[4] النمل: 59.
[5] مناقب آل أبي طالب 380:3.
[6] النمل: 62.
[7] البقرة: 148.
[8] الغَيبة للنعمانيّ 314 ح 6؛ بحارالأنوار 369:52.
[9] إثبات الهداة 576:3 ح 730.
[10] تأويل اللآيات الظاهرة 1 : 403-402 ح 5.
[11] نفس المصدر 403:1 ح 6.
[12] تفسير القمّي 129:2.
[13] الغَيبة للنعمانيّ 95؛ تفسير العيّاشي 56:2 ح 49.
[14] تفسير القمّي 129:2.
[15] البقرة: 148.
[16] تفسير القمّي 129:2.
[17] النمل: 82.