سوره حج
الآية الاولي قوله عزّوجلّ: «هَذان خَصمانَ اختصموا في رَبّهم فالّذين کَفَروا قُطّعت لَهم ثِيابٌ من نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوق رُءُوسِهِم الحَميم». [1] .
547 - وبالإسناد عن الحکم بن سالم، عمّن حدّثه، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: إنّا وآل أبي سفيان أهل بيتَين تعادينا في اللَّه، قلنا: َصَدق اللَّه، وقالوا: کذب اللَّه. قاتل أبو سفيان رسولَ اللَّه صلي الله عليه وآله، وقاتل معاويةُ عليَّ بن أبي طالب عليه السلام، وقاتل يزيدُ بن معاوية الحسينَ بن عليّ عليه السلام، والسفيانيُّ يقاتل القائم عليه السلام. [2] .
الآية الثانية قوله تعالي: «اُذِنَ للذين يُقاتَلون بأنّهم ظُلِموا وإنّ اللَّهَ عَلي نَصرِهم لَقدير». [3] .
548 - محمّد بن العبّاس، بإسناده عن عبداللَّه بن عجلان، عن أبي جعفر عليه السلام، في قول اللَّه عزّوجلّ: «اُذِن للذين يُقاتَلون بأنّهم ظُلِموا و إنّ اللَّه علي نَصرِهم لَقَدير» قال: في القائم عليه السلام وأصحابه. [4] .
549 - عليّ بن إبراهيم، قال: حدّثني أبي، عن ابن أبي عُمَير، عن ابن مسکان، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، في قوله: «اُذِنَ للذين يُقاتَلون بأنّهم ظُلِموا وإنّ اللَّه علي نَصرهم لَقَدير» قال: إنّ العامّة يقولون: نزلت في رسول اللَّه صلي الله عليه وآله لمّا أخرجته قريش من مکّة، وإنّما هو القائم عليه السلام إذا خرج يطلب بدم الحسين عليه السلام، وهو قوله: نحن أولياؤکم في الدم وطلب الديّة. [5] .
550 - روي ابن شهر آشوب؛ عن مقاتل، عن زين العابدين، عن أبيه عليهما السلام، قال: إنّ امرأة ملک بني إسرائيل کبرت وأرادت أن تزوّج بنتها منه للملک، فاستشار الملک يحيي بن زکريّا فنهاه عن ذلک، فعرفت المرأة ذلک وزيّنت بنتها وبعثتها إلي الملک، فذهبت ولعبت بين يديه، فقال لها الملک: ما حاجتک؟ قالت: رأس يحيي بن زکريا، فقال الملک: يابنيّة حاجة غير هذه، قالت: ما اُريد غيره. وکان الملک إذا کذب فيهم عُزل من ملکه، فخيّر بين ملکه وبين قتل يحيي فقتله، ثمّ بعث برأسه إليها في طشت من ذهب، فأُمِرت الأرض فأخذتها، وسلّط اللَّه عليهم بخت نصّر فجعل يرمي عليهم بالمناجيق ولا تعمل شيئاً، فخرجت عليه عجوز من المدينة، فقالت: أيّها الملک إنّ هذه مدينة الأنبياء لا تنفتح إلّا بما أدلّک عليه، قال: لک ما سألت، قالت: إرمها بالخبث والعَذَرة، ففعل فتقطّعت فدخلها، فقال: عليّ بالعجوز، فقال لها: ما حاجتُک؟ قالت: في المدينة دم يغلي، فاقتُل عليه حتّي يسکن، فقتل عليه سبعين ألفاً حتّي سکن.
ياولدي، يا عليّ، واللَّهِ لا يسکن دمي حتّي يبعث اللَّه المهدي، فيقتل علي دمي من المنافقين الکفرة الفَسَقة سبعين ألفاً. [6] .
551 - روي الشيخ الصدوق بإسناده عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثماليّ، قال: سألتُ أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام: يابن رسول اللَّه لِمَ سمّي عليّ أمير المؤمنين وهو اسم ما سُمّي به أحدٌ قبله ولا يحل لأحد بعده؟ قال: لأنّه ميرة العلم يُمتارُ منه ولا يمتارُ من أحد غيره، قال: فقلت: يابن رسول اللَّه فلِمَ سمّي سيفَه ذا الفقار؟ فقال عليه السلام: لأ نّه ما ضرب به أحداً من خلق اللَّه إلّا أفقره من هذه الدنيا من أهله وولده، وأفقره في الآخرة من الجنّة.
قال: فقلت: يابن رسول اللَّه، فلستم کلّکم قائمين بالحقّ؟ قال: بلي، قلت: فلِمَ سمّي القائم قائماً؟
قال: لمّا قتل جدّي الحسين عليه السلام، ضجّت عليه الملائکة إلي اللَّه تعالي بالبکاء والنحيب وقالوا: إلهنا وسيّدنا، أتغفل عمّن قتل صفوتک وابن صفوتک وخيرتک من خلقک؟ فأوحي اللَّه عزّوجلّ إليهم: قرّوا ملائکتي، فوعزّتي وجلالي لأنتقمّن منهم ولو بعد حين. ثمّ کشف اللَّه عزّوجلّ عن الأئمّة من ولد الحسين عليه السلام للملائکة، فسرّت الملائکة بذلک، فإذا أحدهم قائم يصلّي، فقال اللَّه عزّوجلّ: بذلک القائم أنتقم منهم. [7] .
552 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ قدس سره بإسناده عن رزين، قال: قال أبو عبداللَّه عليه السلام: لمّا ضرب الحسين بن عليّ عليهما السلام، ثمّ ابتدر ليقطع رأسه، نادي منادٍ من بطنان العرش: ألا أيّتها الاُمّة المتحيّرة الضالّة بعد نبيّها، لا وفّقکم اللَّه لأضحي ولا لفِطر. قال: ثمّ قال أبو عبداللَّه عليه السلام: فلا جَرَم - واللَّه - ما وُفّقوا ولا يوفّقون حتّي يثأر ثائر الحسين عليه السلام. [8] .
553 - روي بالإسناد عن الحلبيّ، قال: قال لي أبو عبداللَّه عليه السلام: لمّا قتل الحسين عليه السلام سمع أهلنا قائلاً يقول بالمدينة: اليوم نزل البلاء علي هذه الاُمّة، فلا ترون فرحاً حتّي يقوم قائمکم فيشفي صدورکم ويقتل عدوّکم وينال بالوتر أوتاراً. [9] .
554 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ قدس سره بإسناده عن محمّد بن حمران، قال: قال أبو عبداللَّه عليه السلام: لمّا کان من أمر الحسين عليه السلام ما کان، ضجّت الملائکة إلي اللَّه بالبکاء وقالت: يُفعل هذا بالحسين صفيّک وابن نبيّک؟ قال: فأقام اللَّه لهم ظلّ القائم عليه السلام وقال: بهذا أنتقم لهذا. [10] .
555 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ بإسناده عن عبداللَّه بن عبدالرحمن الأصمّ، عن کرام، قال: حلفتُ فيما بيني وبين نفسي ألّا آکل طعاماً بنهارٍ أبداً حتّي يقوم قائم آل محمّد، فدخلت علي أبي عبداللَّه عليه السلام؛ قال: فقلت له: رجلٌ من شيعتکم جعل اللَّه عليه ألّا يأکل طعاماً بنهار أبداً حتّي يقوم قائم آل محمّد، قال عليه السلام: فصُمّ - إذاً - ياکرام ولا تَصُم العيدَين ولا ثلاثة التشريق ولا إذا کنتَ مسافراً ولا مريضاً، فإنّ الحسين عليه السلام لمّا قُتل عجّت السماوات والأرض ومَن عليهما والملائکة، فقالوا: ياربّنا إئذن لنا في هلاک الخلق حتي نجدّهم عن جديد الأرض بما استحلّوا حُرمتک وقتلوا صفوتک، فأوحي اللَّه إليهم: يا ملائکتي وياسماواتي وياأرضي اسکنوا، ثمّ کشف حجاباً من الحجب فإذا خلفه محمّدصلي الله عليه وآله وإثنا عشر وصيّاً له عليهم السلام، وأخذ بيد فلان القائم من بينهم، فقال: ياملائکتي وياسماواتي وياأرضي، بهذا أنتصر لهذا - قالها ثلاث مرّات -. [11] .
الآية الثالثة قوله تعالي: «الّذين إن مَکّناهم في الأرضِ أقاموا الصلوة وآتَوُا الزکوة وأَمَروا بالمَعروف و نَهَوا عن المُنکَر وللَّهِ عاقبةُ الأُمور». [12] .
556 - روي محمّد بن العبّاس بإسناده عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزّوجلّ: «الّذين إن مکّنّاهم في الأرض أقاموا الصلوةَ وآتَوا الزکوةَ وأمَروا بالمعروف ونَهَوا عن المُنکَر وللَّه عاقبةُ الاُمور» قال: هذه لآل محمّد، المهدي عليه السلام وأصحابه يملّکهم اللَّه مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الدّين، ويُميت اللَّه عزّوجلّ به وبأصحابه البدع والباطل کما أمات السفهة الحقّ، حتّي لا يُري أثر من الظلم، «ويأمُرون بالمعروف ويَنهَون عن المُنکَر وللَّه عاقبة الاُمور». [13] .
557 - روي الحاکم الحسکانيّ في «شواهد التنزيل» بإسناده عن زيد بن عليّ، قال: إذا قام القائم من آل محمّد، يقول: ياأيّها الناس نحن الّذين وعدکم اللَّه في کتابه: «الّذين إن مَکَّناهم في الأرض» [14] الآية.
الآية الرابعة قوله عزّوجلّ: «وبئرٍ مُعطَّلةٍ و قَصرٍ مَشيد». [15] .
558 - روي عليّ بن إبراهيم القمّي؛ في قوله تعالي: «وبئر مُعطَّلةٍ و قَصرٍ مَشيد»، قال: هو مثل لآل محمّد صلي الله عليه وآله، قوله: «بئر معطّلة» هي الّتي لا يُستسقي منها، وهو الإمام الّذي قد غاب فلا يُقتبس منه العِلم، «والقصر المشيد» هو المرتفع، وهو مثل لأمير المؤمنين عليه السلام والأئمّة وفضائلهم المشرّفة علي الدنيا، وهو قوله: «لِيُظِهَره علي الدِّين کُلّه».
وقال الشاعر في ذلک:
بئر معطّلة وقصر مشرف
مَثَل لآل محمّد مستطرفُ
فالقصرمجدهمُ الّذي لايُرتقي
والبئر عِلمهم الّذي لا يُنزفُ [16] .
الآية الخامسة قوله تعالي: «ذلک و مَن عَاقَب بمِثل ما عُوقِب به ثمّ بُغِيَ عليه لَينصُرنّه اللَّه». [17] .
559 - في تفسير عليّ بن إبراهيم رحمه الله في قوله تعالي: «و مَن عاقب» يعني رسول اللَّه صلي الله عليه وآله، «بمثل ما عوقب به» يعني حين أرادوا أن يقتلوه، «ثمّ بُغِيَ عليه لَيَنصُرنّه اللَّه» بالقائم من ولده عليه السلام. [18] .
560 - قال عليّ بن إبراهيم في تفسيره: فهو رسول اللَّه صلي الله عليه وآله لمّا أخرجته قريش من مکّة وهرب منهم إلي الغار، وطلبوه ليقتلوه فعاقبهم اللَّه يوم بدر فقُتل عتبة وشيبة والوليد وأبا جهل وحنظلة بن أبي سفيان وغيرهم، فلمّا قبض رسول اللَّه صلي الله عليه وآله طُلب بدمائهم، فقتل الحسين عليه السلام وآل محمّد بغياً وعدواناً، وهو قول يزيد حين تمثّل بهذا الشعر:
ليتَ أشياخي ببدر شهدوا
جَزَع الخزرج من وقع الأَسَلْ
لأهلّوا واستهلّوا فَرَحاً
ثمّ قالوا يايزيد لا تُشلْ
لستُ من خندف إن لم أنتقم
من بني أحمد ما کان فعلْ
قد قتلنا القَرمَ مِن ساداتهم
وعدلناه ببدرٍ فاعتدلْ
وقال الشاعر في مثل ذلک:
وکذاک الشيخ أوصاني به
فاتّبعت الشيخ فيما قد سألْ
وقال يزيد أيضاً:
يقول والرأس مطروح يقلّبهُ:
ياليت أشياخناالماضين بالحضرِ
حتّي يقيسوا قياساً لا يقاس بهِ
أيّام بدر لکان الوزن بالقدرِ [19] .
الآية السادسة قوله تعالي: «و يُمسِک السماءَ أن تقع علي الأرض إلّا بإذنِه إنّ اللَّهَ بالناس لَرَؤوفٌ رَحيم». [20] .
پاورقي
[1] الحجّ: 19.
[2] بحارالأنوار 190:52.
[3] الحجّ: 39.
[4] تأويل الآيات الظاهرة 338:1 ح 16؛ بحارالأنوار 58:51.
[5] تفسير القمّي 84:2؛ بحارالأنوار 47:51.
[6] مناقب آل آبي طالب 85:4؛ بحارالأنوار 299:45.
[7] علل الشرايع 160 ح 1؛ بحارالأنوار 294:37.
[8] الکافي 170:4 ح 3؛ بحارالأنوار 134:91.
[9] کامل الزيارات 336 ح 14؛ بحارالأنوار 172:45.
[10] الکافي 465:1 ح 6؛ أمالي الطوسي 33:2.
[11] الکافي 534:1 ح 19؛ بحارالأنوار 402:36.
[12] الحجّ: 41.
[13] تأويل الآيات الظاهرة 343:1 ح 25؛ بحارالأنوار 165:24.
[14] شواهد التنزيل 400:1؛ بحارالأنوار 373:52.
[15] الحجّ: 45.
[16] تفسير القمّي 85:2؛ بحارالأنوار 101:24.
[17] الحجّ: 60.
[18] تفسير القمّي 87:2؛ تفسير الصافي 388:3.
[19] تفسير القمّي 87:2؛ المحجّة 144.
[20] الحجّ: 65.