سوره انبياء
الآية الاولي قوله تعالي: «وکَم قَصَمنا مِن قَريَةٍ کانت ظالمة وأنشأنا بَعدَها قَوماً آخرين- فلمّا أحسُّوا بأسَنا إذا هم منها يَرکُضون - لا تَرکضُوا وارجِعُوا إلي ما أُترِفْتُمْ فيه ومَساکِنکم لَعلَّکُم تُسئَلُونَ - قالُوا ياوَيلَنا إنّا کُنَّا ظالمِينَ- فمازالت تلک دَعواهُم حتَّي جَعَلناهُم حَصيداً خامِدين». [1] .
512 - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، بإسناده عن بدر بن خليل الأسدي، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول اللَّه عزّوجلّ:
«فلمّا أحسُّوا بأسَنا إذا هم منها يرکضون - لا تَرکُضوا وارجِعوا إلي ما أُترِفتم فيه ومساکنِکم لعلّکم تُسئَلونَ» قال: إذا قام القائم عليه السلام وبعث إلي بني اُميّة بالشام، هربوا إلي الروم، فيقول لهم الروم لا ندخلنّکم حتّي تنتصّروا، فيعلّقون في أعناقهم الصُلبان فيُدخلونهم، فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم عليه السلام، طلبوا الأمان والصلح، فيقول أصحاب القائم: لا نفعل حتّي تدفعوا إلينا من قبلکم منّا، قال: فيدفعونهم إليهم، فذلک قوله: «لا تَرکُضوا وارجِعوا إلي ما أُترِفتم فيه ومساکنِکم لعلّکم تُسئَلون» قال: يسألونهم الکنوز وهم أعلم بها، قال: فيقولون:
«ياويلَنا إنّا کنّا ظالِمين - فمازالت تِلک دَعواهم حتّي جعلناهم حَصيداً خامدين» بالسيف. [2] .
513 - محمّد بن العبّاس، قال: بإسناده عن جابر، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللَّه عزّوجلّ: «فلمّا أحسُّوا بأسَنا إذا هم منها يرکُضون» قال: ذلک عند قيام القائم عليه السلام. [3] .
514 - عنه، بإسناده عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قول اللَّه عزّوجلّ: «فلمّا أحسُّوا بأسَنا» قال: خروج القائم عليه السلام، «إذا هم منها يَرکُضون» قال: الکنوز الّتي کانوا يکنزون، «قالوا ياوَيلَنا انّا کنّا ظالِمين - فما زالَت تلک دَعواهُم حتّي جعلناهم حَصيداً» (بالسيف) «خامِدين» لا يبقي منهم عين تطرف. [4] .
515 - العيّاشي، بإسناده عن عبدالأعلي الحلبّي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام في حديث يذکر فيه خروج القائم عليه السلام قال فيه: لکأنّي أنظر إليهم - يعني القائم عليه السلام وأصحابه - مُصعِدين من نجف الکوفة ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، کأنّ في قلوبهم زبر الحديد، جبرئيل عن يمينه، وميکائيل عن يساره، يسير الرعب أمامه شهراً وخلفه شهراً، أمدّه اللَّه بخمسة آلاف من الملائکة مُسوِّمين.
حتّي إذا صعد النجف قال لأصحابه: تعبّدوا ليلتکم هذه، فيبيتون بين راکع وساجد يتضرّعون إلي اللَّه، حتّي إذا أصبح قال: خذوا بنا طريق النُّخيلة، وعلي الکوفة خندق مخندق (جند مجنّد). قلت: خندق مخندق (جند مجنّد)؟ قال: اي واللَّه، حتّي ينتهي إلي مسجد إبراهيم عليه السلام بالنُخيلة فيصلّي رکعتين، فيخرج إليه من کان بالکوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السفياني، فيقول لأصحابه: استطردوا لهم، ثمّ يقول: کرّوا عليهم.
قال أبو جعفر عليه السلام: ولا يجوز - واللَّه - الخندق منهم مُخبِر، ثمّ يدخل الکوفة ولا يبقي مؤمن إلّا کان فيها أو حنّ إليها، وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام، ثمّ يقول لأصحابه: سيروا إلي هذا الطاغية، فيدعوه إلي کتاب اللَّه وسُنّة نبيّه عليه الصلاة والسلام، فيعطيه السفياني من البيعة مسلماً، فيقول له کلب وهم أخواله: ما هذا ما صنعت؟ واللَّه ما نبايعک علي هذا أبداً، فيقول: ما أصنع؟ فيقولون: استقبله، فيستقبله، ثمّ يقول له القائم عليه السلام: خُذ حذرک فإنّني أدّيت إليک وأنا مقاتلک، فيصبح فيقاتلهم، فيمنحه اللَّه أکتافهم، ويأتي السفيانيّ أسيراً فينطلق به ويذبحه بيده.
ثمّ يرسل جريدة خيل إلي الروم، فيستحذرون بقيّة بني اُميّة، فإذا انتهوا إلي الروم قالوا: أَخرِجوا إلينا أهل ملّتنا عندکم، فيأبون ويقولون: واللَّه لا نفعل، فتقول الجريدة: واللَّه لو أُمرنا لقاتلناکم، ثمّ ينطلقون إلي صاحبهم فيعرضون ذلک عليه، فيقول: انطلقوا فأخرجوا إليهم أصحابهم فإنّ هؤلاء قد أتوا بسلطانٍ عظيم، وهو قول اللَّه: «فلمّا أحسّوا بأسنا إذا هم منها يرکضون - لا ترکضوا وارجعوا إلي ما أُترفتم فيه ومساکنکم لعلّکم تسألون» قال: يعني الکنوز الّتي کنتم تکنزون «قالوا ياويلنا إنّا کنّا ظالمين - فما زالت تلک دعواهم حتّي جعلناهم حصيداً خامدين» لا يبقي منهم مُخبر. [5] .
516 - عليّ بن إبراهيم: روي بإسناده عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزّوجلّ: «فلمّا أحسُّوا بأسَنا» يعني بني اُميّة إذا أحسّوا بالقائم من آل محمّدعليهم السلام «إذا هم منها يرکُضون - لا ترکُضوا وارجِعوا إلي ما أُترِفتم فيه ومساکِنِکم لعلّکم تُسئَلون» يعني الکنوز الّتي کنزوها.
قال عليه السلام: فيدخل بنو اُميّة إلي الروم إذا طلبهم القائم عليه السلام، ثمّ يخرجهم من الروم ويطالبهم بالکنوز الّتي کنزوها.
517 - روي عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: «فلمّا رأوا بأسَنا إذا هم منها يرکُضون - لا ترکضوا وارجِعوا إلي ما أُترفتم فيه ومساکنِکم لعلّکم تُسئَلون» يعني القائم يسأل بني فلان کنوز بني اُميّة. [6] .
518 - روي الصفّاررحمه الله، قال: ووقفت علي کتاب خُطب لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام وعليه خطّ السيّد رضي اللَّه عليّ بن طاووس، وقد روي فيه بسنده عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد عليه السلام، وفيه خطبة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام تسمّي المخزون، ثمّ ذکر الخطبة بطولها جاء فيها: قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته: ثمّ يخرج عن الکوفة مائة ألف مشرک ومنافق حتّي يضربوا دمشق لا يصدّهم عنها صادّ، وهي إرم ذات العماد، وتُقبل رايات شرق الأرض ليست بقطن ولا کتّان ولا حرير، مختّمة في رؤوس القنا بخاتم السيّد الأکبر، يسوقها رجل من آل محمّد صلي الله عليه وآله، يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب کالمسک الأذفر، يسير الرعب أمامها شهراً.
إلي أن قال: ويخلف من بني الأشهب الزاجر اللحظ في اُناس من غير أبيه هرّاباً حتّي يأتوا سَبطري عوذاً بالشجر، فيومئذ تأويل هذه الآية: «فلمّا أحسُّوا بأسَنا إذا هم منها يرکُضون - لا ترکُضوا وارجِعوا إلي ما أُترِفتم فيه ومساکنِکم لعلّکم تُسئَلون» ومساکنهم الکنوز الّتي غلبوا عليها من أموال المسلمين. [7] .
الآية الثانية قوله عزّوجلّ: «ويقولون مَتي هذا الوَعدُ إن کُنتم صادِقين». [8] .
519 - روي الشيخ الصدوق؛ بإسناده عن طريق العامّة عن عبدالرحمن بن سليط، قال: قال الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام: منّا إثنا عشر مهدياً، أوّلهم أميرالمؤمنين عليّ ابن أبي طالب، وآخرهم التاسع من ولدي، وهو الإمام القائم بالحقّ، يُحيي اللَّه به الأرض بعد موتها، ويُظهر به دين الحقّ علي الدّين کلّه ولو کَره المشرکون، له غيبة يرتدّ فيها أقوام ويثبت فيها علي الدّين آخرون، فيؤذَون ويُقال لهم: «متي هذا الوَعد إن کُنتم صادِقين» أما إنّ الصابر في غيبته علي الأذي والتکذيب، بمنزلة المجاهد بالسيف بين يَدَي رسول اللَّه صلي الله عليه وآله. [9] .
الآية الثالثة قوله عزّوجلّ: «وجَعَلناهم أَئمّةً يَهدُون بأمرِنا وأوحينا إليهم فِعلَ الخَيراتِ وإقامَ الصلوة و إيتاءَ الزَّکوة وکانُوا لنا عابِدين». [10] .
روي محمّد بن العباس بإسناده عن أبي حمزة، عن أبي جعفرعليه السلام في قوله عزّوجلّ «وجَعَلناهم أئمّةً يَهدُون بأمرِنا» قال أبوجعفرعليه السلام: يعني الأئمّة من ولد فاطمةعليها السلام يوحي إليهم بالروح في صدورهم. [11] .
520 - روي الخزّاز بالإسناد عن زيد بن عليّ عليه السلام، قال: کنت عند أبي عليّ بن الحسين عليه السلام إذ دخل عليه جابر بن عبداللَّه الأنصاريّ، فبينما هو يحدّثه إذ خرج أخي محمّد من بعض الحجر، فأشخص جابر ببصره نحوه، ثمّ قام إليه فقال: ياغلام أقبِل، فأقبل. ثمّ قال: أدبِر فأدبر، فقال: شمائل کشمائل رسول اللَّه صلي الله عليه وآله، ما اسمک ياغلام؟ قال: محمّد، قال: ابنُ مَن؟ قال: ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، قال: أنتَ - إذاً - الباقر، قال: فانکبّ عليه وقبّل رأسه ويديه ثمّ قال: يامحمّد، إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه وآله يقرئک السلام، قال: علي رسول اللَّه أفضلُ السلام وعليک ياجابر بما أبلغت السلام. ثمّ عاد إلي مصلّاه، فأقبل يحدّث أبي ويقول: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه وآله قال لي يوماً:
ياجابر إذا أدرکت ولدي الباقر فاقرأه منّي السلام، فانّه سميّي وأشبه الناس بي، عِلمه علمي وحکمه حکمي، سبعة من ولده اُمناء معصومون أئمّة أبرار، والسابع مهديهم الّذي يملأ الدنيا قِسطاً وعدلاً کما مُلئت جوراً وظلماً.
ثمّ قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: «وجَعَلناهم أئمّةً يَهدُون بأمرِنا وأوحَيْنا إليهم فِعلَ الخَيرات و إقامَ الصلوة و إيتاءَ الزکوة وکانوا لنا عابِدين». [12] .
521 - ابن إدريس رحمه الله، بإسناده عن صفوان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمّدعليه السلام، أ نّه قال: من أقرّ بجميع الأئمّةعليهم السلام وجحد المهدي، کان کمن أقرّ بجميع الأنبياء وجحد محمّداًصلي الله عليه وآله نبوّته. فقيل له: يابن رسول اللَّه، فمن المهدي؟ من ولدک؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيب عنکم شخصه ولا يحلّ لکم تسميتُه. [13] .
522 - روي قاضي القضاة، عن کافي الکفاة إسماعيل بن عبّادرحمه الله بإسناد متّصل بعلي عليه السلام، أ نّه ذکر المهدي وقال: إنّه من ولد الحسين عليه السلام؛ و ذَکَر حِليته فقال: رجل أجلي الجبين، أقني الأنف، ضخم البطن، أزيل الفخذين، أفلج الثنايا، بفخذه اليمني شامة. وذکر هذا الحديث بعينه عبداللَّه بن قتيبة في کتاب «غريب الحديث» انتهي.
أقول: في ديوان أمير المؤمنين صلوات اللَّه عليه المنسوب إليه:
بُنَيَّ إذا ما جاشتِ التُّرکُ فانتظرْ
ولايةَ مهديٍ يقوم فيعدلُ
و ذلّ ملوک الأرض من آل هاشمٍ
وبويع منهم مَن يلذّ ويهزلُ
صبيّ من الصبيان لا رأيَ عندَهُ
ولا عنده جِدّ ولا هو يعقلُ
فثَمّ يقوم القائم الحقّ منکمُ
وبالحقّ يأتيکم وبالحقّ يعملُ
سَمِيّ نبيّ اللَّه نفسي فداؤهُ
فلا تخذلوه يابنيّ وعجّلوا [14] .
523 - وروي الکلينيّ بالإسناد عن ابن نُباتة، قال: أتيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فوجدته مفکّراً ينکت في الأرض، فقلت: ياأمير المؤمنين ما لي أراک مفکّراً تنکت في الأرض، أرغبة فيها؟ قال: لا واللَّه ما رغبتُ فيها ولا في الدنيا يوماً قطّ، ولکنّي فکّرت في مولود يکون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي يملأها عدلاً کما مُلئت ظلماً وجوراً، تکون له حيرة و غَيبة يضلّ فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون.
فقلت: يا أمير المؤمنين و إنّ هذا لکائن؟
فقال: نعم، کما إنّه مخلوق، وأ نّي لک بالعلم بهذا الأمر يا أصبغ، اُولئک خيار هذه الاُمّة مع أبرار هذه العترة.
قلت: وما يکون بعد ذلک؟
قال: ثمّ يفعل اللَّه ما يشاء، فإنّ له إرادات وغايات ونهايات. [15] .
524 - وبالإسناد عن سُليمان بن هلال، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين بن عليّ: قال: جاء رجل إلي أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: ياأمير المؤمنين نبّئنا بمهديکم هذا؟
فقال: إذا درج الدارجون، وقلّ المؤمنون، وذهب المجلبون، فهناک. فقال: يا أميرالمؤمنين عليک السلام، فمن الرجل؟ فقال: مِن بني هاشم، من ذروة طود العرب وبحر مغيضها إذا وردت، ومجفوّ أهلها إذا أتت، ومعدن صفوتها إذا اکتدرت، لا يجبن إذا المنايا هلعت، ولا يحور إذا المؤمنون اکتنفت، ولا ينکل إذا الکُماة إصطرعت، مشمّر مغلولب ظفر ضرغامة حصد مخدش ذکر، سيف من سيوف اللَّه، رأس قثم نشق رأسه في باذخ السؤدد، وغارز مجده في أکرم المحتد، فلا يصرفنّک عن تبعته صارف عارض، ينوص إلي الفتنة کلّ مناص، إن قال فشرٌّ قائل، و إن سکت فذو دعاير.
ثمّ رجع إلي صفة المهدي عليه السلام، فقال: أوسعکم کهفاً، وأکثرکم علماً وأوصلکم رحماً، اللهمّ فاجعل بيعته خروجاً من الغمّة، واجمع به شَمل الاُمّة، فإن خار اللَّه لک فاعزم، ولا تنثن عنه إن وفّقت له، ولا تجيزن عنه إن هديت إليه، هاه - وأومأ بيده إلي صدره - شوقاً إلي رؤيته. [16] .
525 - ابن إدريس، بإسناده عن الفضل، قال: قال الصادق عليه السلام: إنّ اللَّه تبارک وتعالي خلق أربعة عشر نوراً قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام، فهي أرواحنا، فقيل له: يابن رسول اللَّه ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين عليهم السلام، آخرهم القائم الّذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجّال ويطهّر الأرض من کلّ جَور وظلم. [17] .
526 - وبالإسناد عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: سمعتُه يقول: منّا إثنا عشر مهدياً، مضي ستة وبقي ستّة، يضع اللَّه في السادس ما أحبّ. [18] .
527 - وعن ابن أبي يعفور، قال: قال أبو عبداللَّه الصادق عليه السلام: مَن أقرّ بالأئمّة من آبائي وولدي وجحد المهدي من ولدي، کان کمن أقرّ بجميع الأنبياءعليهم السلام وجحد محمّداًصلي الله عليه وآله نبوّته، فقلت: سيّدي، و مَن المهدي من ولدک؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيب عنکم شخصُه ولا يحلّ لکم تسميته. [19] .
528 - وعن صفوان الجمّال، قال: قال الصادق عليه السلام: أما واللَّه ليغيبنّ عنکم مهديَکم حتّي يقول الجاهل منکم: ما للَّه في آل محمّد حاجة، ثمّ يقبل کالشهاب الثاقب فيملأها عدلاً و قِسطاً کما ملئت جوراً وظلماً. [20] .
529 - عن السيّد بن محمّد الحميري في حديث طويل يقول فيه: قلت للصادق جعفر بن محمّدعليه السلام: يابن رسول اللَّه، قد روي لنا أخبار عن آبائک عليهم السلام في الغَيبة و صحّة کونها، فأخبرني بمن تقع؟ فقال عليه السلام: ستقع بالسادس من ولدي، والثاني عشر من الأئمّة الهداة بعد رسول اللَّه صلي الله عليه وآله، أوّلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام و آخرهم القائم بالحقّ، بقيّة اللَّه في أرضه، صاحب الزمان وخليفة الرحمان، واللَّهِ لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه، لم يخرج من الدنيا حتّي يظهر فيملأ الأرض قِسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً و ظلماً. [21] .
530 - روي النعمانيّ بإسناده عن عبد خير، قال: سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللَّه عليه يقول: قال لي رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: «يا عليّ، الأئمّة الراشدون المهتدون المعصومون من ولدک أحد عشر إماماً، وأنت أوّلهم، وآخرهم اسمه اسمي، يخرج فيملأ الأرض عدلاً کما مُلئت جوراً وظلماً، يأتيه الرجل والمال کُدس، فيقول: يامهدي أعطني، فيقول: خذ». [22] .
531 - روي الصدوق؛ بإسناده عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم السلام قال: قلت لرسول اللَّه صلي الله عليه وآله: أخبرني بعدد الأئمّة بعدک. فقال: ياعليّ هم إثنا عشر، أوّلهم أنت وآخرهم القائم. [23] .
532 - روي محمّد بن سنان الزهريّ، عن سيّدنا أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه الحسين، عن عمّه الحسن، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، عن رسول اللَّه صلي الله عليه وآله أ نّه قال: «إذا توالت أربعة أسماء من الأئمّة من ولدي، محمّد وعليّ والحسن، فرابعها هو القائم المأمول المنتظر». [24] .
533 - روي الصدوق؛ بإسناده عن ثابت بن دينار، عن سيّد العابدين عليّ بن الحسين، عن سيّد الشهداء الحسين بن عليّ، عن سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: «الأئمّة بعدي اثنا عشر: أوّلهم أنت يا عليّ، وآخرهم القائم الّذي يفتح اللَّه عزّوجلّ علي يَدَيه مشارق الأرض ومغاربها». [25] .
534 - روي الخزّاز في «کفاية الأثر» بسنده عن الأصبغ، قال: سمعت الحسن بن عليّ عليهما السلام يقول: «الأئمّة بعد رسول اللَّه صلي الله عليه وآله إثنا عشر، تسعة من صلب أخي الحسين، ومنهم مهدي هذه الاُمّة». [26] .
535 - وروي عن سعد بن عبداللَّه، بسنده عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في خطبة له، قال:
اللهمّ لابدّ لأرضک من حُجّة علي خلقک، يهديهم إلي دينک، ويعلّمهم علمک، لئلّا تبطل حجّتک، ولا يضلّ أتباع أوليائک، بعد إذ هديتهم، ظاهراً وليس بالمطاع، أو مُکتِّماً مترقِّباً إن غاب عن الناس شخصُه في حال هدنة، لم يغب عنهم، مثبوتُ عِلمه فآدابه في قلوب المؤمنين مُثبَتة فهم به عاملون. [27] .
536 - روي الثقة الصفّاررحمه الله بإسناده عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: واللَّه ما ترک الأرض منذ قبض اللَّه آدم إلّا وفيها إمام يُهتدي به إلي اللَّه، وهو حُجّة اللَّه علي عباده، ولا تبقي الأرض بغير إمام حجّة اللَّه علي عباده. [28] .
537 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ قدس سره بإسناده عن أبي بصير، عن أحمد بن عمر، قال: قال أبو جعفر عليه السلام وأتاه رجل فقال له: انّکم أهل بيت رحمة اختّصکم اللَّه تبارک وتعالي بها، فقال له: کذلک نحن والحمد للَّه، لا نُدخل أحداً في ضلالة، ولا نُخرجه من هديً، إنّ الدنيا لا تذهب حتّي يبعث اللَّه عزّوجلّ رجلاً منّا أهل البيت يعمل بکتاب اللَّه، لا يري فيکم منکَراً إلّا أنکره. [29] .
538 - روي الشيخ الصدوق بسنده عن أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد العلويّ، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، قال: کان يقول صلوات اللَّه عليه:
ادعوا لي ابني الباقر، و قلتُ لابني الباقر، يابني الباقر - يعني محمّداً - فقلتُ له: ياأبة ولم سمّيته الباقر؟ قال: فتبسّم وما رأيته يتبسّم قبل ذلک، ثمّ سجد للَّه تعالي طويلاً، فسمعته يقول في سجوده: اللهمّ لک الحمد سيّدي علي ما أنعمتَ به علينا أهل البيت، يُعيد ذلک مراراً.
ثمّ قال: يابني، إنّ الإمامة في ولده إلي أن يقوم قائمنا عليه السلام فيملؤها قسطاً وعدلاً، وانّه الإمام أبو الأئمّة، معدن الحِلم وموضع العلم يبقره بقراً، واللَّه لهو أشبه الناس برسول اللَّه صلي الله عليه وآله.
قلت: فکم الأئمّة بعده؟
قال: سبعة، ومنهم المهدي الّذي يقوم بالدين في آخر الزمان. [30] .
539 - روي الشيخ الصدوق عن صالح بن عقبة، عن جعفر بن محمّدعليهما السلام، قال: أتي يهوديٌّ أميرَالمؤمنين عليه السلام وسأله عن مسائل، فکان فيما سأله: أخبِرني کم لهذه الاُمّة من إمام هديً لا يضرّهم من خذلهم؟ قال: إثنا عشر إماماً، قال: صدقت واللَّه، انّه لبخطّ هارون وإملاء موسي.. الخبر. [31] .
540 - روي الخزّاز، بإسناده عن علقمة بن محمّد الحضرميّ، عن الصادق عليه السلام، قال: الأئمّة إثنا عشر، قلت: يابن رسول اللَّه، فسمّهم لي.
قال عليه السلام: من الماضين عليّ بن أبي طالب عليه السلام والحسن والحسين و عليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ ثمّ أنا.
قلت: فمن بعدک يابن رسول اللَّه؟
فقال: إنّي أوصيتُ إلي ولدي موسي وهو الإمام بعدي.
قلت: فمن بعد موسي؟
قال: عليّ ابنه يُدعي الرضا، يُدفن في أرض الغربة من خراسان، ثمّ بعد عليّ إبنه محمّد، و بعد محمّد عليّ ابنه، و بعد عليّ الحسن ابنه، والمهدي من ولد الحسن عليه السلام.
ثمّ قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله:
ياعليّ، إنّ قائمنا إذا خرج يجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدد رجال بدر، فإذا حان وقت خروجه يکون له سيف مغمود، ناداه السيف: قُم ياوليّ اللَّه فاقتُل أعداءاللَّه. [32] .
پاورقي
[1] الأنبياء: 15-11.
[2] روضة الکافي 51؛ تفسير القمّي 68:2.
[3] تأويل الآيات الظاهرة 326:1 ح 6؛ المحجة 139.
[4] نفس المصدر 326:1 ح 7؛ المحجة 139.
[5] تفسير العيّاشي 56:2 ح 49.
[6] دلائل الإمامة 250.
[7] مختصر بصائر الدرجات 200-195؛ بحارالأنوار 83:53.
[8] الأنبياء: 38.
[9] کمال الدّين 317:1 ح 3؛ بحارالأنوار 133:51.
[10] الأنبياء: 73.
[11] تأويل الآيات 328:1 ح 12؛بحارالأنوار 158:24.
[12] کفاية الأثر 297؛ بحارالأنوار 360:36.
[13] بحارالأنوار 143:51.
[14] بحارالأنوار 131:51.
[15] الکافي 338:1؛ بحارالأنوار 118:52.
[16] بحارالأنوار 115:51.
[17] نفس المصدر 145:51.
[18] نفس المصدر.
[19] نفس المصدر.
[20] بحارالأنوار 145:51.
[21] نفس المصدر.
[22] الغَيبة للنعمانيّ 92 ح 23؛ بحارالأنوار 259:36.
[23] أمالي الصدوق 502 المجلس 91.
[24] دلائل الإمامة 336.
[25] کمال الدّين 282:1 ح 35؛ بحارالأنوار 226:36.
[26] کفايةالأثر 223؛ بحارالأنوار 283:36.
[27] إثبات الوصيّة 225.
[28] بصائر الدرجات 485 ح 4؛بحارالأنوار 22:23.
[29] الکافي 396:8 ح 597؛ بحارالأنوار 378:52.
[30] کفاية الأثر 337؛ الإنصاف 254 ح 237.
[31] کمال الدّين 300:1 و 301 ح 8؛ بحارالأنوار 374:36.
[32] کفاية الأثر 36؛ بحارالأنوار 409:36.