بازگشت

شباهة مولد الحجة بخفاء مولد موسي


499 - روي الفقيه أبو جعفر محمّد بن عليّ الطوسيّ المعروف بابن حمزة بإسناده عن حکيمة بنت محمّد عليه السلام - في حديث طويل - قالت: دخلتُ علي أبي محمّد صلوات اللَّه عليه، فلمّا أردت الإنصراف، قال: بيّتي الليلة عندنا، فإنّه سيولد الليلة المولود الکريم علي اللَّه عزّوجلّ، الّذي يُحيي اللَّه عزّوجلّ به الأرض بعد موتها، قلت: ممّن ياسيّدي، ولست أري بنرجس شيئاً من الحمل؟

قال: من نرجس، لا مِن غيرها.

قالت: فقمت إليها، فقلّبتُها ظهراً وبطناً، فلم أرَ بها أثر حبل، فعُدت إليه، فأخبرته بما فعلته، فتبسّم، ثمّ قال: إذا کان وقت الفجر يظهر بها الحبل، لأنّ مثلها مثل اُمّ موسي لم يظهر بها الحبل، ولم يعلم به أحد إلي وقت ولادتها، لأنّ فرعون کان يشقّ بطون الحبالي في طلب موسي، وهذا نظير موسي صلوات اللَّه عليهما.

قالت حکيمة: فعُدت إليها وأخبرتُها، قالت: وسألتها عن حالها، فقالت: يامولاتي، ما أري بي شيئاً من هذا.

قالت حکيمة: فلم أزل أرقبها إلي وقت طلوع الفجر، وهي نائمة بين يدي تتقلّب جنباً إلي جنب، حتّي إذا کان آخر الليل، وقت طلوع الفجر، وثَبَت فزعة، فضممتُها إلي صدري، وسميّت عليها، فقلت لها: ما حالک؟ قالت: ظهر لي الأمر الّذي أخبرک مولاي.

فصاح أبو محمّد عليه السلام: اقرأي عليها «إنّا أنزَلنَاهُ في لَيلَةِ القَدر» فأقبلتُ أقرأ عليها، کما أمرني، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ بمثل ما أقرأ، وسلّم عليّ.

قالت حکيمة: ففزعت لمّا سمعت، فصاح بي أبو محمّد صلوات اللَّه عليه: لا تعجبي من أمر اللَّه، إنّ اللَّه يُنطقنا بالحِکمة صغاراً، ويجعلنا حُججاً في أرضه کباراً، فلم يستتمّ الکلام حتّي غيّبت عنّي نرجس، فلم أرها، کأنّما ضُرِب بيني وبينها حجاب، فعدوتُ نحو أبي محمّد صلوات اللَّه عليه وأنا صارخة، فقال لي: ارجعي ياعمّة فإنّک ستجدينها في مکانها.

قالت: فرجعت، فلم ألبث حتّي انکشف الغطاء الّذي بيني وبينها، وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشي بصري، وإذا بالصبي ساجد بوجهه، جاثٍ علي رکبتيه، رافع سبّابَتيه نحو السماء وهو يقول:

«أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وحده لا شريک له، وأشهد أنّ جدّي رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وأنّ أبي أمير المؤمنين» ثمّ عدّ إماماً إماماً إلي أن بلغ إلي نفسه، ثمّ صلّي عليهم، ثمّ قال صلوات اللَّه عليه: «اللهمّ أنجِز لي ما وعدتَني، وتمِّم لي أمري، وثبّت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلاً وقسطاً» فصاح بي: ياعمّة تناوليه وهاتيه، فتناولته وأتيت به نحوه، فلمّا مثلته بين يدي أبيه، وهو علي يدي، سلّم علي أبيه، فتناوله منّي والطير يرفرف علي رأسه. [1] .

- إلي هنا الرواية من الثاقب في المناقب والتکملة من کمال الدّين: -

وناوله لسانه فشرب منه، ثمّ قال: امض به إلي اُمّه لترضعه وردّيه إليّ، قالت: فتناولته اُمّه فأرضعته، فرددته إلي أبي محمّد عليه السلام والطير ترفرف علي رأسه، فصاح بطير منها فقال له: احمله واحفظه ورُدّه إلينا في کلّ أربعين يوماً، فتناوله الطير وطار به في جوّ السماء واتّبعه سائر الطير، فسمعت أبا محمّد عليه السلام يقول: «أستودعک اللَّه الّذي أودعته اُمّ موسي موسي» فبکت نرجس فقال لها: اسکني، فإنّ الرضاع محرّم عليه إلّا من ثديک، وسيعاد إليک کما ردّ موسي إلي اُمّه، وذلک قول اللَّه عزّوجلّ: «فَرَدَدناهُ إلي اُمِّه کي تَقَرّ عَينُها و لا تَحزَن». [2] .

قالت حکيمة: فقلت: وما هذا الطير؟

قالت: هذا روح القدس الموکّل بالأئمّةعليهم السلام، يوفقّهم ويسدّدهم ويربّيهم بالعلم.

قالت حکيمة: فلمّا کان بعد أربعين يوماً رُدّ الغلام ووجّه إليّ ابن أخي عليه السلام فدعاني، فدخلت عليه، فإذا أنا بالصبي متحرّک يمشي بين يديه، فقلت: ياسيدي هذا ابن سنتين؟ فتبسّم عليه السلام ثمّ قال: إنّ أولاد الأنبياء والأوصياء إذا کانوا أئمّة ينشؤون بخلاف ما ينشؤ غيرهم، وإنّ الصبي منّا إذا کان أتي عليه شهر، کان کمن أتي عليه سنة، وانّ الصبي منّا ليتکلّم في بطن اُمّه ويقرأ القرآن ويعبد ربّه عزّوجلّ، وعند الرضاع تُطيعه الملائکة وتنزل عليه صباحاً ومساءً.

قالت حکيمة: فلم أزل أري ذلک الصبي في کلّ أربعين يوماً، إلي أن رأيته رجلاً قبل مضي أبي محمّد عليه السلام، بأيّام قلائل فلم أعرفه، فقلت لابن أخي عليه السلام: مَن هذا الّذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟ فقال لي: هذا ابن نرجس وهذا خليفتي من بعدي، وعن قليل تفقدوني فاسمعي له وأطيعي.

قالت حکيمة: فمضي أبو محمّد عليه السلام بعد ذلک بأيّام قلائل، وافترق الناس کما تري، وواللَّه إنّي لأراه صباحاً ومساءً، وإنّه لينبّئني عمّا تسألون عنه فاُخبرکم، وواللَّه إنّي لاُريد أن أسأله عن الشي ء فيبدأني به، وانّه ليرد عليّ الأمر فيخرج إليّ منه جوابه من ساعته من غير مسألتي وقد أخبرني البارحة بمجيئک إليّ وأمرني أن اُخبرک بالحقّ. قال محمّد بن عبداللَّه: فواللَّه لقد أخبَرتني حکيمة بأشياء لم يطّلع عليها أحد إلّا اللَّه عزّوجلّ، فعلمتُ أنّ ذلک صدق وعدل من اللَّه عزّوجلّ، لأنّ اللَّه عزّوجلّ قد أطلعه علي ما لم يطلع عليه أحداً من خلقه.

أقول: وللحديث مقدّمة طويلة ترکها صاحب المناقب. [3] .

500 - وعن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام أ نّه قال: ما خرج موسي حتّي خرج قبله خمسون کذّاباً من بني إسرائيل کلّهم يدّعي أ نّه موسي بن عمران.

فبلغ فرعون أنّهم يُرجفون به ويطلبون هذا الغلام، وقال له کهنته وسحرته: إنّ هلاک دينک وقومک علي يَدي هذا الغلام الّذي يُولد العامّ من بني إسرائيل. فوضع القوابل علي النساء وقال: لا يُولد العامّ ولد إلّا ذُبح، ووضع علي اُمّ موسي قابلة، فلمّا رأي ذلک بنو إسرائيل قالوا: إذا ذبح الغلمان واستحيي النساء هلکنا فلم نبق، فتعالوا لا نقرب النساء، فقال عمران أبو موسي عليه السلام: بل باشروهنّ، فإنّ أمر اللَّه واقع ولو کره المشرکون، اللهمّ مَن حرّمه فإنّي لا اُحرّمه، ومَن ترکه فإنّي لا أترکه، ووقع علي اُمّ موسي فحملت، فوضع علي اُمّ موسي قابلة تحرسها فإذا قامت قامت، وإذا قعدت قعدت، فلمّا حملته اُمّه وقعت عليها المحبّة وکذلک حجج اللَّه علي خلقه، فقالت لها القابلة: ما لک يابنيّة تصفرّين وتذوبين؟ قالت: لا تلوميني فإنّي إذا ولدت اُخِذَ ولدي فذبح، قالت: لا تحزني فإنّي سوف أکتم عليک، فلم تصدّقها، فلمّا أن ولدت التفتت إليها وهي مقبلة، فقالت: ما شاء اللَّه، فقالت لها: ألم أقل إنّي سوف أکتم عليک.

ثمّ حملته فأدخلته المخدع وأصلحت أمره، ثمّ خرجت إلي الحرس فقالت: انصرفوا - وکانوا علي الباب - فإنّما خرج دم منقطع، فانصرفوا، فأرضعته فلمّا خافت عليه الصوت، أوحي اللَّه إليها أن اعملي التابوت، ثمّ اجعليه فيه، ثمّ أخرجيه ليلاً فاطرحيه في نيل مصر؛ فوضعته في التابوت، ثمّ دفعته في اليمّ، فجعل يرجع إليها وجعلت تدفعه في الغمر، وإنّ الريح ضربته فانطلقت به، فلمّا رأته قد ذهب به الماء، همّت أن تصيح فربط علي قلبها.

قال: وکانت المرأة الصالحة امرأة فرعون وهي من بني إسرائيل، قالت لفرعون: إنّها أيّام الربيع فأخرِجْني واضربْ لي قبّة علي شطّ النيل حتّي أتنزّه هذه الأيّام، فضُربت لها قبّة علي شطّ النيل، إذ أقبل التابوت يريدها، فقالت: هل ترون ما أري علي الماء؟ قالوا: إي واللَّه ياسيّدتنا إنّا لنري شيئاً، فلمّا دنا منها ثارت إلي الماء فتناولته بيدها، وکاد الماء يغمرها حتّي تصايحوا عليها، فجذبته وأخرجته من الماء فأخذته فوضعته في حجرها، فإذا هو غلام أجمل الناس وأسترهم، فوقعت عليها منه محبّةً، فوضعته في حجرها وقالت: هذا إبني، فقالوا: إي واللَّه ياسيّدتنا، واللَّه ما لکِ ولد ولا للملک. فاتّخذي هذا ولداً.

فقامت إلي فرعون وقالت: إنّي أصبت غلاماً طيّباً حلواً نتّخذه ولداً فيکون قرّة عين لي ولک فلا تقتله، قال: ومن أين هذا الغلام؟ قالت: واللَّه ما أدري إلّا أنّ الماء جاء به، فلم تزل به حتّي رضي، فلمّا سمع الناس أنّ الملک قد تبنّي إبناً لم يبق أحد من رؤوس مَن کان مع فرعون إلّا بعث إليه امرأته لتکون له ظئراً أو تحضنه، فأبي أن يأخذ من امرأة منهنّ ثدياً، قالت امرأة فرعون: اطلبوا لابني ظئراً ولا تحقّروا أحداً، فجعل لا يقبل من امرأة منهنّ.

فقالت اُمّ موسي لاُخته قُصيّه: اُنظري أترَين له أثراً، فانطلقت حتّي أتت باب الملک، فقالت: قد بلغني أنّکم تطلبون ظئراً، وهاهنا امرأة صالحة تأخذ ولدکم وتکفله لکم، فقالت: أدخلوها، فلمّا دخلت قالت لها امرأة فرعون: ممّن أنتِ؟ قالت: من بني إسرائيل، قالت: اذهبي يابنيّة فليس لنا فيک حاجة، فقلن لها النساء: اُنظري - عافاک اللَّه - يقبل أو لا يقبل، فقالت امرأة فرعون: أرأيتم لو قبل، هل يرضي فرعون أن يکون الغلام من بني إسرائيل والمرأة من بني إسرائيل - يعني الظئر - فلا يرضي، قلن: فانظري يقبل أو لا يقبل، قالت امرأة فرعون: فاذهبي فادعيها، فجاءت إلي اُمّها وقالت: إنّ امرأة الملک تدعوک، فدخلت عليها فدفع إليها موسي فوضعته في حجرها، ثمّ ألقمته ثديها فازدحم اللبن في حلقه، فلمّا رأت امرأة فرعون أنّ ابنها قد قبل، قامت إلي فرعون فقالت: إنّي قد أصبت لابني ظئراً وقد قبل منها، فقال: ممّن هي؟ قالت: من بني إسرائيل، قال فرعون: هذا ممّا لا يکون أبداً، الغلام من بني إسرائيل والظئر من بني إسرائيل، فلم تزل تکلّمه فيه وتقول: ما تخاف من هذا الغلام؟ إنّما هو ابنک ينشؤ في حجرک حتّي قلبته عن رأيه ورضي.

فنشأ موسي عليه السلام في آل فرعون، وکتمت اُمّه خبره واُخته والقابلة، حتّي هلکت اُمّه والقابلة الّتي قبلته، فنشأ عليه السلام لا يعلم به بنو إسرائيل... (الحديث، وفي نهايته:)

ثمّ أرسله اللَّه عزّوجلّ إلي فرعون وملائه بآيتَين: بيده والعصا. فروي عن الصادق عليه السلام أ نّه قال لبعض أصحابه: کُن لما ترجو أرجي منک لما ترجو، فإنّ موسي بن عمران عليه السلام خرج ليقتبس لأهله ناراً، فرجع إليهم وهو رسول نبيّ، فأصلح اللَّه تبارک وتعالي أمر عبده ونبيّه موسي عليه السلام في ليلة، وهکذا يفعل اللَّه تبارک وتعالي بالقائم الثاني عشر من الأئمّةعليهم السلام، يُصلح له أمره في ليلة کما أصلح أمر نبيّه موسي عليه السلام، ويُخرجه من الحيرة والغَيبة إلي نور الفرج والظهور. [4] .

501 - وروي الشيخ الصدوق؛ بإسناده عن عبداللَّه بن سنان عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: سمعته يقول: في القائم عليه السلام سُنّة من موسي بن عمران عليه السلام، فقلت: وما سُنّته من موسي بن عمران؟ قال: خَفاء مولده، وغيبته عن قومه، فقلت: وکم غاب موسي عن أهله وقومه؟ فقال: ثماني وعشرين سنة. [5] .

502 - وروي بالإسناد عن محمّد بن الحنفية، عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: المهدي منّا أهل البيت، يصلح اللَّه له أمره في ليلة. وفي رواية اُخري: يصلحه اللَّه في ليلة. [6] .

503 - وروي بالإسناد عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: في صاحب هذا الأمر أربع سُنن من أربعة أنبياء: سُنّة من موسي، وسنّة من عيسي، وسنّة من يوسُف، وسنّة من محمّد صلوات اللَّه عليهم أجمعين، فأمّا من موسي فخائف يترقّب، وأمّا من يوسف فالسجن، وأمّا من عيسي فيُقال له: إنّه مات ولم يمت، وأمّا من محمّدصلي الله عليه وآله فالسيف. [7] .

الآية الثانية قوله تعالي: «يَعلَمُ ما بَين أيدِيهم و مَا خَلفَهم و لا يُحِيطون به عِلماً». [8] .

504 - عليّ بن إبراهيم في تفسيره المنسوب إلي الصادق عليه السلام، قال، قال: «ما بَين أيديهم» ما مضي من أخبار الأنبياء «وما خَلفهم» من أخبار القائم عليه السلام. [9] .

قوله تعالي: «وکذلک أنزَلنَاه قُرآناً عَرَبيّاً و صَرَّفنا فيه مِن الوَعِيد لَعَلَّهم يَتَّقُون أو يُحدِث لهم ذِکراً». [10] .

505 - عليّ بن إبراهيم في تفسيره المنسوب إلي الصادق عليه السلام: وأمّا قوله: «أو يُحدث لهم ذِکراً» يعني ما يحدث من أمر القائم عليه السلام والسفيانيّ. [11] .

الآية الثالثة قوله تعالي: «ولقد عَهِدنا إلي آدمَ مِن قبلُ فنَسِيَ ولم نَجِد له عَزماً». [12] .


پاورقي

[1] الثاقب في المناقب 203-201 ح 178.

[2] القصص: 13.

[3] کمال الدّين 2 : 428-426 ح 2؛ الغَيبة للطوسي 140.

[4] کمال الدّين 1: 152-147 ح 13.

[5] نفس المصدر 152:1 ح 14.

[6] نفس المصدر 153:1 ح 15.

[7] نفس المصدر 153:1 ح 16.

[8] طه: 110.

[9] تفسير القمّي 62:2؛ المحجة 134.

[10] طه: 113.

[11] تفسير القمّي 65:2؛ بحارالأنوار 46:51.

[12] طه: 115.