بازگشت

کلام الشيخ الصدوق


قال الشيخ الصدوق: وأمّا غيبة إبراهيم خليل الرحمن صلوات اللَّه عليه، فانّها تشبه غيبة قائمنا صلوات اللَّه عليه، بل هي أعجب منها، لأنّ اللَّه عزّوجلّ غَيَّبَ أثر إبراهيم عليه السلام وهو في بطن اُمّه، حتّي حوّله عزّوجلّ بقدرته من بطنها إلي ظهرها، ثمّ أخفي أمر ولادته إلي وقت بلوغ الکتاب أجله.

فلم يَزَل إبراهيم عليه السلام في الغَيبة مخفياً لشخصه، کاتماً لأمره، حتّي ظهر فصدع بأمراللَّه تعالي ذِکره وأظهر اللَّه قدرته فيه.

ثمّ غاب عليه السلام الغَيبة الثانية، وذلک حين نفاه الطاغوت عن مصر، فقال: «وأَعتَزِلُکُم و ما تَدعُون مِن دُونِ اللَّه و أَدعوا ربّي عَسي ألّا أکونَ بِدُعاء رَبّي شَقيّاً» قال اللَّه عزّوجلّ: «فلمّا اعتَزَلَهم و ما يَعبُدون مِن دُون اللَّه وَهَبنا له إسحاقَ و يَعقوبَ و کُلاًّ جَعَلنا نَبيّاً - و وَهَبنا لهم مِن رَحمتنا و جَعَلنا لهم لِسانَ صِدقٍ عَليّاً» يعني به عليّ بن أبي طالب عليه السلام، لأنّ إبراهيم قد کان دعا اللَّه عزّوجلّ أن يجعل له لِسان صِدق في الآخرين، فجعل اللَّه تبارک وتعالي له ولإسحاق ويعقوب لسان صدق عليّاً، فأخبر عليّ عليه السلام بأنّ القائم هو الحادي عشر من ولده وأ نّه المهدي الّذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما مُلئت جوراً وظلماً، وأ نّه تکون له غيبة وحيرة يضلّ فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون، وأنّ هذا کائن کما أ نّه مخلوق.

وأخبر عليه السلام في حديث کميل بن زياد النَخَعيّ: «إنّ الأرض لا تخلو من قائم بحجَّة، امّا ظاهر مشهور أو خافٍ مغمور، لئلّا تبطل حُجج اللَّه وبيّناته، ولإبراهيم عليه السلام غيبة اُخري سار فيها في البلاد وحده للإعتبار. [1] .

الآية الخامسة قوله تعالي: «حَتّي إذا رَأَوا ما يُوعَدون إمّا العَذابَ و إمّا الساعة». [2] .

495 - روي محمّد بن يعقوب؛ بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قول اللَّه عزّوجلّ: «وإذا تُتلي عليهم آياتنا بَيِّنات قال الّذين کَفَروا للذّين آمَنوا أيُّ الفريقَين خَيرُ مقاماً وأحسنُ نَدِيّاً» [3] قال:

کان رسول اللَّه صلي الله عليه وآله دعا قريشاً إلي ولايتنا فنفروا وأنکروا: «فقال الّذين کفروا» من قريش «للذين آمنوا» والّذين أقرّوا لأمير المؤمنين ولنا أهل البيت «أيّ الفريقَين خير مقاماً وأحسن نديّاً» تعييراً منهم.

فقال اللَّه عزّوجلّ ردّاً عليهم: «وکَم أهلکنا قَبلَهم مِن قَرن» من الاُمم السالفة «هُم أحسَنُ أثاثاً ورِئياً». [4] .

قلت: قوله: «مَن کانَ في الضلالة فليَمدُد له الرحمن مدّاً» [5] قال: کلّهم کانوا في الضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولا بولايتنا، فکانوا ضالّين مُضِلّين، فيمدّ لهم في ضلالتهم وطغيانهم حتّي يموتوا، فيصيّرهم اللَّه شرّاً مکاناً وأضعف جنداً.

قلت: قوله: «حتّي إذا رأوا ما يوعدون» قال: فهو خروج القائم عليه السلام، وهو الساعة، فسيعلمون ذلک اليوم وما نزل بهم من اللَّه علي يدي وليّه، فذلک قوله: «من هو شرّ مکاناً» يعني عند القائم - «وأضعف جُنداً».

قلت: قوله: «ويَزيد اللَّهُ الّذين اهتَدَوا هُديً»؟.

قال: يزيدهم ذلک اليوم هديً علي هديً باتّباعهم القائم عليه السلام حيث لا يجحدونه ولا يُنکرونه... الحديث. [6] .

496 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في حديث له قال فيه، قلت: قوله: «حتّي إذا رأوا ما يُوعَدون إمّا العذابَ وإمّا الساعة فسيَعلَمون مَن هو شَرٌّ مَکاناً وأضعفُ جُنداً».

قال: امّا قوله: «حتّي إذا رَأَوا ما يُوعَدون» فهو خروج القائم وهو الساعة، فسيعلمون ذلک اليوم وما نزل بهم من اللَّه علي يدي القائم، فذلک قوله: «مَن هو شرَّ مکاناً» يعني عند القائم «وأضعَف جُنداً».. الحديث. [7] .

الآية السادسة قوله تعالي: «ويَزيدُ اللَّه الّذين اهتَدَوا هُديً». [8] .

497 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في حديث له، قال: قلت: «ويَزيد اللَّه الّذين اهتَدوا هُديً» قال: يزيدهم ذلک اليوم هديً علي هدي باتّباعهم القائم حيث لا يجحدونه ولا يُنکرونه.. الحديث. [9] .

498 - وروي ثقة الإسلام الکلينيّ بإسناده عن محمّد بن الفُضيل، عن أبي الحسن الماضي عليه السلام، قال: في حديث طويل جاء فيه: قلت: «حتّي إذا رَأَوا ما يُوعَدون فسيَعلَمون مَن أضعفُ ناصراً وأقلّ عَدَداً» [10] قال: يعني بذلک القائم وأنصاره. [11] .


پاورقي

[1] کمال الدّين 139:1.

[2] مريم: 75.

[3] مريم: 73.

[4] مريم: 74.

[5] مريم: 75.

[6] الکافي 431:1؛ بحارالأنوار 332:24.

[7] الکافي 431:1؛ تفسير البرهان 20:3.

[8] مريم: 76.

[9] بحارالأنوار 333:24؛ تفسير البرهان 21:3.

[10] الجنّ: 24.

[11] الکافي 432:1 ح 91؛ تفسير الصافي 238:5.