دلالة الآية علي إمامة الحجة وهو صبي
478 - روي الصفّار؛ بإسناده عن عليّ بن أسباط، قال: رأيت أبا جعفرعليه السلام قد خرج عليّ، فأحددت النظر إليه وإلي رأسه وإلي رجله لأصف قامته لأصحابنا بمصر، فخرّ ساجداً وقال: إنّ اللَّه إحتجّ في الإمامة بِمثلِ ما إحتجّ في النبوّة، قال اللَّه تعالي: «وآتيناه الحُکم صَبيّاً» وقال اللَّه: «حتّي اَذا بَلَغ أَشُدَّه و بلغ أربعين سنة» [1] فقد يجوز أن يؤتي الحکمة وهو صبيّ، ويجوز أن يؤتي وهو ابن أربعين سنة. [2] .
479 - روي العيّاشي بإسناده عن عليّ بن أسباط، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام، قال: قلت: جُعِلت فداک، إنّهم يقولون في الحداثة، قال: وأيّ شي ء يقولون؟ إنّ اللَّه تعالي يقول: «قُل هذه سَبيلي أدعوا إلي اللَّه علي بَصيرة أنا ومَن اتّبعني» [3] ، فواللَّه ما کان اتَّبعه إلّا عليّ عليه السلام وهو ابن سبع سنين، ومضي أبي وأنا ابن تسع سنين، فما عسي أن يقولوا، إنّ اللَّه يقول: «فلا و ربِّک لا يُؤمنون حتّي يُحَکِّموک» إلي قوله: «ويُسلّموا تسليماً. [4] [5] .
480 - روي العيّاشيّ أيضاً بإسناده عن عليّ بن أسباط، قال: قدمتُ المدينة وأنا اُريد مصر، فدخلت علي أبي جعفر محمّد بن عليّ الرضا عليهما السلام وهو إذ ذاک خُماسيّ، فجعلت أتأمّله لأصفه لأصحابنا بمصر، فنظر إليّ وقال: ياعليّ، إنّ اللَّه أخذ في الإمامة کما أخذ في النبوّة، فقال سبحانه عن يوسف: «ولمّا بَلَغ أشُدّه واستوي آتيناه حُکماً وعلماً» [6] وقال عن يحيي: «وآتيناه الحُکم صَبيّاً». [7] .
481 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ بإسناده عن صفوان، قال: قلت للرضا عليه السلام: قد کنّا نسألک قبل أن يهب اللَّه لک أبا جعفر عليه السلام، فکنت تقول: يهبُ اللَّه لي غلاماً، فقد وهب اللَّه لک، فقرّ عيوننا فلا أرانا اللَّه يومک، فإن کان کَون فإلي مَن؟ فأشار بيده إلي أبي جعفر عليه السلام وهو قائم بين يديه.
فقلت: جُعلت فداک هذا ابن ثلاث سنين! قال: وما يضرّه من ذلک شي ء، قد قام عيسي عليه السلام بالحُجّة وهو ابن ثلاث سنين. [8] .
482 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال أبو بصير: دخلت إليه ومعي غلام خماسيّ لم يبلغ، فقال: کيف أنتم إذا احتجّ عليکم بمثل سِنّه [9] .
483 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ بإسناده عن عليّ بن مهزيار، عن ابن بزيع، قال: سألتُه - يعني أبا جعفر عليه السلام - عن شي ء من أمر الإمام، فقلت: يکون الإمام ابن أقل من سبع سنين؟ فقال: نعم، وأقلّ من خمس سنين. [10] .
الآية الثانية قوله تعالي: «کيف نُکلِّم من کان في المَهدِ صَبيّاً - قال إنّي عَبدُ اللَّه آتانِيَ الکِتاب». [11] .
پاورقي
[1] الأحقاف: 14.
[2] بصائر الدرجات 65؛ الکافي 384:1؛ بحار الأنوار 100:25.
[3] يوسف: 108.
[4] النساء: 65.
[5] تفسير العيّاشي 200:2 ح 100؛ بحارالأنوار 101:25.
[6] القصص: 14.
[7] بحارالأنوار 102:25.
[8] الکافي 383:1؛ بحارالأنوار 102:25.
[9] الکافي 383:1؛ بحارالأنوار 103:25.
[10] الکافي 383:1 و 384؛ بحارالأنوار 103:25.
[11] مريم: 29 و 30.