العباد المبعوثون في زمان المهدي في الکرة
444 - العيّاشيّ بإسناده عن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: کان يقول: «بعثنا عليکم عباداً لنا أولي بأس شديد» ثمّ قال: هو القائم وأصحابه أولي بأس شديد. [1] .
445 - أبو جعفر محمّد بن جعفر الطبريّ، في مسند فاطمةعليها السلام، قال: روي أبو عبداللَّه محمّد بن سهل الجلوديّ، بإسناده عن عليّ بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي، قال: خرجت في بعض السنين حاجّاً، إذ دخلت المدينة وأقمت بها اياماً أسأل واستبحث عن صاحب الزمان عليه السلام، فما عرفت له خبراً ولا وقعت لي عليه عَين، فاغتممت غمّاً شديداً وخشيت أن يفوتني ما أمَّلتُه من طلب صاحب الزمان عليه السلام، فخرجت حتّي أتيت مکّة، فقضيت حجّتي وأقمت بها أُسبوعاً، کل ذلک أطلب، فبينا أنا أفکّر إذ انکشف لي باب الکعبة، فإذا أنا بانسان کأ نّه غصنُ بان مُتّزر ببردة مُتَّشح بأخري، قد کشف عطف بُردته علي عاتقه، فارتاح قلبي وبادرت لقصده، فانثني عليّ وقال: من اين الرجل؟ قلت: من العراق، قال: من أيّ العراق؟ قلت: من الأهواز، فقال: أتعرف ابن الخصيب؟ قلت: نعم، قال: رحمه اللَّه، فما کان أطول ليلته وأکثر تبتّله وأغزر دمعته، قال: فأين المهزيار؟ قلت: أنا هو، قال: حيّاک اللَّه بالسلام أبا الحسن، ثمّ صافحني وعانقني وقال: يا أبا الحسن، ما فعلت العلامة الّتي بينک وبين الماضي أبي محمّد نضّر اللَّه وجهه؟ قلت: معي، وأدخلت يدي إلي جيبي وأخرجت خاتماً عليه محمّد وعليّ، فلمّا قرأه استعبر حتّي بَلَّ طمره الّذي کان علي يده، وقال: يرحمک اللَّه أبا محمّد إنّک زين الأمّة شرّفک اللَّه بالإمامة وتوَّجک بتاج العِلم والمعرفة، فإنَّا اليکم صائرون،ثمّ صافحني وعانقني، ثمّ قال: ما الّذي تريد يا أبا الحسن؟
قلت: الإمام المحجوب عن العالم.
قال: وما هو محجوب عنکم، ولکن حجبه سوءُ أعمالکم، قُم صر إلي رحلک وکن علي أهبة من لقائه، فإذا انحطّت الجوزاء وأزهرت نجوم السماء، فها أنا لک بين الرکن والصفا، فطابت نفسي وتيقّنت أنّ اللَّه فضّلني.
فما زلت أرقب الوقت حتّي حان، وخرجت إلي مطيتي واستويت علي ظهرها، فإذا أنا بصاحبي ينادي: إليّ يا أبا الحسن، فخرجت فلحقت به، فحيّاني بالسلام وقال: سِر بنا يا أخ، فما زال يهبط وادياً ويرقي في ذروة جبل، إلي أن علقنا علي الطائف، فقال: يا أبا الحسن، انزل بنا نصلّي باقي صلاة الليل، فنزل فصلّي بنا الفجر رکعتَين، قلت: فالرکعتين الاوليين؟
قال: هما من صلاة الليل واوتر فيهما والقنوت، وکلّ صلاة جائزة، وقال: سر بنا يا أخ. فلم يزل يهبط وادياً ويرقي ذروة جبل، حتّي أشرفنا علي وادٍ عظيم مثل الکافور، فامد عيني، فإذا بيت من الشَّعر يتوقّد نوراً.
قال: المح هل تري شيئاً؟
قلت: أري بيتاً من الشعر.
فقال: الأمل والحظّ في الوادي، واتبعت الأثر حتّي إذا صرنا بوسط الوادي نزل عن راحلته وخلّاها ونزلت من مَطيّتي وقال لي دَعها، قلت: فإن تاهت؟
فقال: إنّ هذا وادٍ لا يدخله إلّا مؤمن، ولا يخرج منه إلّا مؤمن، ثمّ سبقني ودخل الخبا، وخرج إليّ مسرعاً وقال: أبشر فقد أذن لک بالدخول.
فدخلت، فإذا البيت يسطع من جانبه النور، فسلّمت عليه بالامامة.
فقال: يا أبا الحسن کنّا نتوقّعک ليلاً ونهاراً، فما الّذي أبطأ بک علينا؟
قلت: يا سيّدي لم أجد من يدلّني إلي الآن.
قال لي: لم تجد أحداً يدلّک، ثمّ نکت باصبعه في الأرض ثمّ قال: لا ولکنّکم کثّرتم الأموال، وتجبَّرتم علي ضعفاء المؤمنين، وقطعتم الرحم الّذي بينکم، فأيّ عذر لکم الآن.
قلت: التوبة التوبة، الإقالة الإقالة.
ثمّ قال: يا ابن المهزيار، لولا استغفار بعضکم لبعض، لهلک مَن عليها إلّا خواصّ الشيعة الّتي تشبه أقوالُهم أفعالهم، ثمّ قال: يا ابن المهزيار: ومَدَّ يده، ألا أنبئک بالخبر، إنّه إذا قعد الصبيّ وتحرَّک المغربيّ وسار العمانيّ وبويع السفيانيّ، يُؤذن لوليّ اللَّه، فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً سواء، فأجي إلي الکوفة وأهدم مسجدها وأبنيه علي بنائه الأوّل، وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة، وأحجّ بالناس حجّة الإسلام، وأجي ء إلي يثرب، فاُهدم الحجرة وأخرج مَن بها وهما طرّيان، فآمر بهما تجاه البقيع، وآمر بخشبتين يُصلبان عليهما فتورق من تحتهما، فيفتنن الناس بهما أشدّ من الفتنة الاولي، فينادي منادٍ من السماء، يا سماء أبيدي و يا أرض خُذي، فيومئذٍ لا يبقي علي وجه الأرض إلّا مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان.
قلت: يا سيّدي، ما يکون بعد ذلک؟
قال: الکرّة الکرّة، الرجعة الرجعة، ثمّ تلا هذه الآية: «ثمّ رَدَدنا لَکُم الکَرّة عَلَيهم و أمَدَدناکم بأموالٍ وبَنين وجعلناکم أکثرَ نَفيراً». [2] .
446 - روي عليّ بن إبراهيم رحمه الله في تفسيره قوله تعالي: «وقَضَينا إلي بَني إسرائيل في الکِتاب» أي أعلمناهم، ثمّ انقطعت مخاطبة بني اسرائيل، وخاطب أمّة محمّد صلي الله عليه وآله «لَتُفسِدُنّ في الأرض مرّتَين» يعني فلاناً وفلاناً وأصحابهما ونقضهم العهد «ولتعلُنّ علوّاً کبيراً» يعني ما ادّعوه من الخلافة «فإذا جاء وعد أوليهما» يعني يوم الجمل «بَعَثنا عليکم عِباداً لنا أُولي بَأس شديد» يعني أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه وأصحابه «فجاسُوا خِلالَ الديار» أي طلبوکم وقتلوکم «وکان وعداً مفعولاً» يعني يتمّ ويکون «ثمّ رَدَدنا لکم الکَرَّة عليهم» يعني لبني أمّية علي آل محمّد «وأمدَدناکم بأموالٍ وبَنين وجعلناکم أکثرَ نفيراً» من الحسين بن عليّ عليه السلام وأصحابه وسبوا نساء آل محمّد «إن أحسَنتُم أحسَنتُم لأنفُسِکم و إن أسَأتُم فَلَهَا فإذا جاءَ وَعدُ الآخرة» يعني القائم صلوات اللَّه عليه وأصحابه «لِيَسُوؤا وجوهکم» يعني تسودّ وجوهکم «وليدخلوا المسجد کما دخلوه اول مرّة» يعني رسول اللَّه وأصحابه «ولِيُتَبَّرُوا ما علوا تتبيراً» أي يعلو عليکم فيقتلوکم، ثمّ عطف علي آل محمّد عليه وعليهم السلام فقال: «عَسي ربُّکم أن يرحمَکم» أي ينصرکم علي عدوّکم، ثمّ خاطب بني أميّة فقال: «وإن عُدتُم عُدنا» يعني إن عدتم بالسفيانيّ، عُدنا بالقائم من آل محمّد صلوات اللَّه عليه. [3] .
447 - العيّاشيّ: بإسناده عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جدّه عليهم السلام، قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبته: يا أيّها الناس سلوني قبل أن تفقدوني، فإن بين جوانحي علماً جماً، فسلوني قبل أن تبقر برجلها فتنة شرقيّة تطأ في خطامها، ملعون ناعقها ومولاها وقائدها وسائقها والمتحرّز فيها، فکم عندها من رافعة ذيلها يدعو بويلها دخله أو حولها لا مأوي يکنّها، ولا أحد يرحمها، فإذا استدار الفلک قُلتم مات أو هلک، وأيّ وادٍ سلک، فعندها توقّعوا الفرج، وهو تأويل الآية: «ثمّ رددنا لکم الکرّة عليهم وأمددناکم بأموالٍ وبنين وجعلناکم أکثر نفيراً».
والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، ليعيش إذ ذاک ملوک ناعمين، ولا يخرج الرجل منهم من الدنيا حتّي يولد لصُلبه ألف ذَکَر، آمنين من کلّ بدعة وآفة والتنزيل عاملين بکتاب اللَّه وسنة رسوله قد اضمحلّت عنهم الآيات والشبهات. [4] .
پاورقي
[1] تفسير العيّاشيّ 281:2 ح 21؛ بحارالأنوار 56:51.
[2] دلائل الإمامة 296؛ المحجّة 123؛ بحارالأنوار 12:52.
[3] تفسير القمّيّ 14:2؛ بحارالأنوار 45:51.
[4] تفسير العيّاشيّ 282:2 ح 22؛ بحارالأنوار 57:51.