في رجعة الشيعة مع المهدي
429 - محمّد بن يعقوب، بإسناده عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: قوله تبارک وتعالي: «وأقسموا باللَّه جهد أيمانهم لا يَبعث اللَّه مَن يَموت بَلي وَعداً عليه حقّاً ولکنّ أکثر الناس لا يعلمون» قال: فقال لي: يا أبا بصير، ما تقول في هذه الآية؟ قال، قلت: إنّ المشرکين يزعمون ويحلفون لرسول اللَّه صلي الله عليه وآله أنّ اللَّه لا يبعث الموتي. قال: فقال: تبّاً لمن قال هذا، سَلهم هل کان المشرکون يحلفون باللَّه أم باللات والعزي؟ قال: قلت: جُعلت فداک فاوجدنيه. قال: فقال: يا أبا بصير، لو قد قام قائمنا بعث اللَّه إليه قوماً من شيعتنا قباع سيوفهم علي عواتقهم، فيبلغ ذلک قوماً من شيعتنا لم يموتوا، فيقولون بعث فلان وفلان من قبورهم وهم مع القائم عليه السلام، فيبلغ ذلک قوماً من عدوّنا، فيقولون: يا معشر الشيعة ما أکذبکم؟ هذه دولتکم وأنتم تقولون فيها الکذب، لا واللَّه ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلي يوم القيامة، قال: فحکي اللَّه قولهم فقال: «وأقسموا باللَّه جَهد أيمانهم لا يَبعثُ اللَّه مَن يموت». [1] .
430 - العيّاشيّ، بإسناده عن سيرين، قال: کنت عند أبي عبداللَّه عليه السلام إذ قال: ما يقول الناس في هذه الآية: «وأقسموا باللَّهِ جَهد أيمانهم لا يبعث اللَّه من يموت»؟ قال: يقولون: لا قيامة ولا بعث ولا نشور. فقال: کذبوا واللَّهِ إنّما ذلک إذا قام القائم عليه السلام وکرّ معه المکرُّون، فقال أهل خلافکم: قد ظهرت دولتکم يا معشر الشيعة، وهذا مِن کذبکم تقولون رجع فلان وفلان وفلان، لا واللَّه لا يبعث اللَّه من يموت، ألا تري أ نّهم قالوا: «وأقسَموا باللَّه جَهد أيمانهم» کان المشرکون أشدّ تعظيماً باللات والعزي من أن يقسموا بغيرها، فقال اللَّه عزّوجلّ: «بلي وَعداً عليه حقّاً و لکنّ أکثر الناس لا يعلمون - ليبينّ لهم الّذي يختلفون فيه وليعلم الّذين کفروا أ نّهم کانوا کاذبين - إنّما قولُنا لشي ء إذا أردناه أن نقوله له کن فيکون». [2] .
431 - روي عليّ بن إبراهيم عن بعض رجاله رفعه إلي أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: ما تقول الناس فيها؟ قال: يقولون نزلت في الکفار، فقال: إنّ الکفار کانوا لا يحلفون باللَّه، وإنّما نزلت في قوم من أمّة محمّد صلي الله عليه وآله قيل لهم ترجعون بعد الموت قبل القيامة، فيحلفون أ نّهم لا يرجعون، فردَّ اللَّه عليهم: «ليُبيّن لهم الّذي يَختلفون فيه ولِيَعلم الّذين کَفَروا أ نّهم کانوا کاذبين» يعني في الرجعة يردّهم فيقتلهم ويشفي صدور المؤمنين منهم. [3] .
الآية السادسة قوله تعالي: «أفأَمِنَ الّذين مَکَروا السيّئات أن يَخسِف اللَّهُ بِهم الأرضَ أو يأتيهم العَذابُ مِن حيثُ لا يَشعُرون - أو يأخذهم في تَقلُّبهم فما هم بمُعجِزين». [4] .
432 - العيّاشيّ، عن إبراهيم بن عمر، عمّن سمع أبا جعفر عليه السلام يقول: إنّ عهد نبيّ اللَّه صار عند عليّ بن الحسين عليه السلام، ثمّ صار عند محمّد بن عليّ، ثمّ يفعل اللَّه ما يشاء، فالزم هؤلاء فإذا خرج رجل منهم معه ثلاثمائة رجل ومعه راية رسول اللَّه صلي الله عليه وآله عامداً إلي المدينة حتّي يمر بالبيداء فيقول: هذا مکان القوم الّذين خسف بهم، وهي الآية الّتي قال اللَّه: «أفأَمِنَ الّذين مَکَروا السيّئات أن يَخسِف اللَّهُ بِهم الأرضَ أو يأتيهم العَذابُ مِن حيثُ لا يَشعُرون أو يأخذهم في تَقلُّبهم فما هم بمُعجِزين». [5] .
433 - العيّاشيّ: عن ابن سنان، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، سُئل عن قول اللَّه: «أفأَ مِنَ الّذين مَکَروا السيّئات أن يَخسِف اللَّهُ بِهم الأرض» قال: هم أعداء اللَّه، وهم يُمسخون ويُقذَفون ويسيحون في الأرض. [6] .
434 - عنه: بإسناده عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل، قال له: وإيّاک وشذّاذاً من آل محمّدعليهم السلام فإنّ لآل محمّد علي راية، ولغيرهم علي راية، فالزم هؤلاء أبداً، وإيّاک ومَن ذکرت لک، فإذا خرج رجل منهم معه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ومعه راية رسول اللَّه صلي الله عليه وآله عامداً إلي المدينة حتّي يمر بالبيداء، حتّي يقول هذا مکان القوم الّذين خسف بهم، وهي الآية الّتي قال اللَّه عزّ وجلّ: «أفأَمِنَ الّذين مَکَروا السيّئات أن يَخسِف اللَّهُ بِهم الأرضَ أو يأتيهم العَذابُ مِن حيثُ لا يَشعُرون أو يأخذهم في تَقلُّبهم فما هم بمُعجِزين». [7] .
الآية السابعة قوله تعالي: «وأوحي ربُّک إلي النَّحلِ أن اتّخِذي من الجِبال بُيوتاً و من الشَّجَر و ممّا يَعرِشون». [8] .
پاورقي
[1] روضة الکافي 50 ح 14؛ سعد السعود 116.
[2] تفسير العيّاشيّ 259:2 ح 28؛ بحارالأنوار 71:53.
[3] تفسير القمّيّ 385:1؛ تفسير الصافي 135:3.
[4] النحل: 45.
[5] تفسير العيّاشيّ 261:2 ح 34؛ تفسير البرهان 372:2.
[6] تفسير العيّاشي 261:2 ح 35.
[7] تفسير العيّاشيّ 261:2 ح 34 باختلاف أوّله.
[8] النحل: 68.