امر اللَّه هو ظهور المهدي
401 - الشّيخ الصدوق، بإسناده عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إنّ أوّل مَن يبايع القائم عليه السلام جبرئيل عليه السلام، ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه، ثمّ يضع رِجلاً علي بيت اللَّه الحرام ورِجلاً علي بيت المقدس، ثمّ ينادي بصوت ذلق طلق يسمع الخلائق: «أتي أمرُ اللَّه فلا تَستعجِلوه». [1] .
402 - محمّد بن إبراهيم النعمانيّ في الغَيبة، بإسناده عن عبد الرحمن بن کثير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قول اللَّه عزّوجلّ: «أتي أمرُ اللَّه فلا تَستعجِلوه» قال: هو أمرنا أمر اللَّه عزّوجلّ فلا يستعجل به، ويؤيّده بثلاثة أجناد: بالملائکة وبالمؤمنين وبالرعب، وخروجه کخروج رسول اللَّه صلي الله عليه وآله، وذلک قوله عزّوجلّ: «کما أخرَجَک ربُّک مِن بَيتِک بالحقِّ و إنّ فَريقاً من المؤمنين لَکَارِهون. [2] [3] .
403 - أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ، بإسناده عن أبان، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: إذا اراد اللَّه قيام القائم عليه السلام، بعث جبرئيل في صورة طاير أبيض، فيضع إحدي رِجليه علي الکعبة والأخري علي بيت المقدس، ثمّ ينادي بأعلي صوته: «أتي أمر اللَّه فلا تستعجلون» قال: فيحضر القائم عليه السلام فيصلّي عند مقام إبراهيم عليه السلام رکعتين، ثمّ ينصرف وحواليه أصحابه، وهم ثلاثمائة عشر رجلاً، إنّ فيهم لَمَن يسري من فراشه ليلاً، فيخرج ومعه الحجر فيلقيه فتعشب الأرض. [4] .
404 - عن عبد الرحمن بن کثير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قول اللَّه «أتي أمر اللَّه فلا تستعجلوه» قال: هو أمرنا أمر اللَّه يستعجل به، يؤيّده ثلاثة أجناد: الملائکة والمؤمنون والرعب، وخروجه عليه السلام کخروج رسول اللَّه صلي الله عليه وآله، وذلک قوله تعالي: «کما أخرجک ربّک من بيتک بالحقّ». [5] .
405 - العيّاشيّ، بإسناده عن هشام بن سالم، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: سألته عن قوله تعالي «أتي أمر اللَّه فلا تستعجلوه» حتّي يأتي ذلک الوقت، وقال: إنّ اللَّه إذا أخبر أنّ شيئاً کائن، فکأ نّه قد کان. [6] .
406 - وبالإسناد عن جابر، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام قال: مثل مَن خرج منّا أهل البيت قبل قيام القائم عليه السلام، مثل فرخ طار ووقع في کوةٍ فتلاعبت به الصبيان. [7] .
407 - النعمانيّ، بالإسناد عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أ نّه قال: اسکنوا ما سکنت السماوات والأرض، أي لاتخرجوا علي أحد فإنّ أمرکم ليس به خفاء، ألا إنّها آية من اللَّه عزّوجلّ ليست من الناس، ألا إنّها أضوء من الشمس لا يخفي علي برّ ولا فاجر، أتعرفون الصبح؟ فإنّه کالصبح ليس به خفاء. [8] .
408 - وبالإسناد عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام أ نّه قال ذات يوم: ألا أخبرکم بما لا يقبل اللَّه عزّوجلّ من العباد عملاً إلّا به؟
فقلت: بلي، فقال: شهادة أن إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، والإقرار بما أمر اللَّه والولاية لنا، والبراءة من أعدائنا يعني أئمّة خاصّة والتسليم لهم، والورع والاجتهاد، والطمأنينة والانتظار للقائم.
ثمّ قال: إنّ لنا دولة يجي ء اللَّه بها إذا شاء.
ثمّ قال: مَن سرّه أن يکون من أصحاب القائم، فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده، کان له من الأجر مثل أجر من أدرکه، فجدّوا وانتظروا، هنيئاً لکم أيّتها العصابة المرحومة. [9] .
409 - الکلينيّ بإسناده عن زرارة، قال: قال أبو عبداللَّه عليه السلام: اعرف امامک، فإنّک إذا عرفته، لم يضرّک تقدم هذا الأمر أو تأخّر. [10] .
410 - ابن أبي الخطّاب، عن البزنطيّ، قال: سألت الرضا عليه السلام عن مسألة للرؤيا، فأمسک ثمّ قال: إنّا لو أعطيناکم ما تريدون، لکان شرّاً لکم، وأخذ برقبة صاحب هذا الأمر قال: وقال: وأنتم بالعراق ترون أعمال هؤلاء الفراعنة وما أُمهل لهم،فعليکم بتقوي اللَّه ولا تغرّنّکم الدنيا، ولا تغتّروا بمن أمهل له فکأنّ الأمر قد وصل إليکم. [11] .
411 - الکلينيّ، عن إسحاق بن يعقوب: أ نّه خرج إليه علي يَد محمّد بن عثمان العمريّ: أمّا ظهور الفرج، فإنّه إلي اللَّه، وکذب الوقّاتون. [12] .
412 - روي الکلينيّ عن عليّ بن يقطين، قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: يا عليّ إنّ الشيعة تربّي بالأماني منذ مائتي سنة. وقال يقطين لابنه عليّ: ما بالنا قيل لنا فکان، وقيل لکم فلم يکن، فقال له عليّ: إنّ الّذي قيل لکم ولنا من مخرج واحد، غير انّ أمرکم حضرکم فأعطيتم محضه، وکان کما قيل لکم، وانّ أمرنا لم يحضر، فعللنا بالأماني، ولو قيل لنا: إنّ هذا لا يکون إلي مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة، لقست القلوب، ولرجعت عامة الناس عن الإسلام، ولکن قالوا، ما أسرعه وما أقربه؟! تألّفاً لقلوب الناس وتقريباً للفرج. [13] .
413 - عن عبد الرحمن بن کثير، قال: کنت عند أبي عبداللَّه عليه السلام إذ دخل عليه مهزم الأسديّ، فقال: أخبرني - جُعلت فداک - متي هذا الأمر الّذي تنتظرونه فقد طال، فقال: يا مهزم کذّب الوقّاتون، وهلک المستعجلون ونجا المسلّمون، وإلينا يصيرون. [14] .
414 - الکلينيّ، بإسناده عن الفضيل بن يسار، قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام عن قول اللَّه عزّوجلّ: «يوم ندعوا کلّ أُناس بإمامهم». [15] .
فقال: يا فضيل اعرف إمامک، فإنّک إذا عرفتَ إمامک، لم يضرّک تقدَّمَ هذا الأمر أو تأخّر، ومَن عرف إمامه ثمّ مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر، کان بمنزلة مَن کان قاعداً في عسکره، لا بل بمنزلة مَن کان قاعداً تحت لوائه، قال: ورواه بعض أصحابنا: بمنزلة من استُشهد مع رسول اللَّه صلي الله عليه وآله. [16] .
415 - الکلينيّ، بإسناده عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام جُعلت فداک متي الفرج؟ فقال: يا ابا بصير. أنت ممّن يريد الدنيا؟! مَن عرف هذا الأمر فقد فرّج عنه بانتظاره. [17] .
416 - تفسير النعمانيّ: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: يا أبا الحسن حقيق علي اللَّه أن يدخل أهل الضلال الجنة، وإنّما عني بهذا المؤمنين الّذين قاموا في زمن الفتنة علي الائتمام بالإمام الخفيّ المکان، المستور عن الأعيان، فهم بإمامته مُقِرَّون، وبعروته مستمسکون ولخروجه منتظرون، موقنون غير شاکّين، صابرون مسلّمون، وإنّما ضلّوا عن مکان إمامهم وعن معرفة شخصه.
يدّل علي ذلک: أنّ اللَّه تعالي إذا حجب عن عباده عين الشمس الّتي جعلها دليلاً علي أوقات الصلاة، فموسّع عليهم تأخير المؤقّت ليتبيّن لهم الوقت بظهورها، ويستيقنوا أ نّها قد زالت، فکذلک المنتظر لخروج الإمام عليه السلام، المتمسّک بإمامته مُوسَّع عليه جميع فرائض اللَّه الواجبة عليه، مقبولة منه بحدودها، غير خارج عن معني ما فرض عليه، فهو صابر محتسب لا تضرّه غيبة امامه. [18] .
417 - نهج البلاغة: ومن کلام لمولانا أميرالمؤمنين عليه السلام قال: الزموا الأرض، واصبروا علي البلاء، ولا تحرّکوا بأيديکم وسيوفکم، وهوي ألسنتکم، ولا تستعجلوا بما لم يعجّله اللَّه لکم، فإنّه من مات منکم علي فراشه وهو علي معرفة ربّه، وحقّ رسوله وأهل بيته، مات شهيداً أوقع أجره علي اللَّه، واستوجب ثواب ما نوي من صالح عمله، وقامت النيّة مقام إصلاته السيف، فانّ لکلّ شي ء مدّة وأجلاً. [19] .
418 - وعن يحيي ابن العلاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: کلّ مؤمن شهيد، وإن مات علي فراشه فهو شهيد، وهو کمن مات في عسکر القائم عليه السلام، ثمّ قال: أيحبس نفسه علي اللَّه ثمّ لا يدخل الجنة؟! [20] .
الآية الثانية قوله تعالي: «وعَلاماتٍ وبالنَّجم هُم يَهتَدُون». [21] .
419 - روي النعمانيّ بإسناده عن الخشّاب، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: «مثل أهل بيتي مثل نجوم السماء، کلّما غاب نجم طلع نجم، حتّي إذا طلع نجم منها، طلع فرمقتموه بالأعين وأشرتم إليه بالأصابع أتاه ملک الموت فذهب به، ثمّ لبثتم في ذلک سبتاً من دهرکم، واستوت بنو عبد المطلب ولم يدر أيّ من أيّ، فعند ذلک يبدو نجمکم، فاحمدوا اللَّه واقبلوه». [22] .
420 - الکلينيّ بإسناده عن معروف بن خرّبوذ، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّما نجومکم کنجوم السماء، کلّما غاب نجم طلع نجم، حتّي إذا أشرتم بأصابعکم وملتم بحواجبکم، غيّب اللَّه عنکم نجمکم، واستوت بنو عبد المطّلب، فلم يعرف أيّ من أيّ، فإذا طلع نجمکم فاحمدوا ربَّکم. [23] .
421 - وعن معروف بن خرّبوذ، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أخبرني عنکم، قال: نحن بمنزلة النجوم إذا خفي نجم بدا نجم، مأمنٌ وأمان، وسلم وإسلام، وفاتح ومفتاح، حتّي إذا استوي بنو عبد المطّلب فلم يدر أيّ من أيّ أظهر اللَّه عزّوجلّ صاحبکم، فاحمدوا اللَّه عزّوجلّ، وهو يخيّر الصعب علي الذلول، فقلت: جُعلت فداک فأيّهما يختار؟ قال: يختار الصعب علي الذلول. [24] .
422 - روي الشيخ الصدوق رحمه الله بإسناده عن أبي الصباح، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إنّ اللَّه تبارک وتعالي لم يدع الأرض إلّا فيها عالم يعلم الزيادة والنقصان، فإذا زاد المؤمنون شيئاً ردّهم، وإذا نقصوا شيئاً أکمله لهم، ولولا ذلک لا لتبست علي المؤمنين أمورهم. [25] .
423 - روي بالإسناد عن أبي بصير قال: قال أبو عبداللَّه عليه السلام: إنّ اللَّه عزّوجلّ لم يدع الأرض بغير عالم، ولولا ذلک لما عرف الحقّ من الباطل. [26] .
424 - وروي بالإسناد عن عبد الأعلي بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: ما ترک اللَّه الأرض بغير عالم ينقص ما زادوا، ويزيد ما نقصوا، ولولا ذلک لاختلط علي الناس أمورهم. [27] .
425 - روي النعمانيّ بإسناد يرفعه إلي أبان بن تغلب، عن أبي عبداللَّه عليه السلام أ نّه قال: يأتي علي الناس زمان يصيبهم فيها سبطة يأرز العلم فيها کما تأرز الحيّة في جحرها، فبينما هم کذلک إذ طلع عليهم نجم، قلت: فما السبطة؟ قال: الفترة، قلت: فکيف نصنع فيما بين ذلک؟ فقال: کونوا علي ما أنتم عليه حتّي يطلع اللَّه لکم نجمکم. [28] .
426 - ومن خطبة لمولانا أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال فيها: الحمد للَّه الناشر في الخلق فضله، والباسط (فيها) بالجود يده؛ نحمده في جميع أموره، ونستعينه علي رعاية حقوقه، ونشهد أن لا إله غيره، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، أرسله بأمره صادعاً، وبذِکره ناطقاً، فأدّي أميناً، ومضي رشيداً، وخلَّف فينا راية الحقّ، من تقدّمها مرق، ومن تخلّف عنها زهق، ومن لزمها لحق، دليلها مکيث الکلام، بطي القيام، سريعٌ إذا قام، فإذا أنتم ألنتم له رقابکم، وأشرتم إليه بأصابعکم، جاءه الموت فذهب به، فلبثتم بعده ما شاء اللَّه حتّي يطلع اللَّه لکم مَن يجمعکم ويضمّ نشرکم، فلا تطمعوا في غير مقبل، ولا تيأسوا من مُدبر، فإنّ المدبر عسي أن تَزِلَّ به إحدي قائمتيه وتثبت الأخري، فترجعا حتّي تثبتا جميعاً.
ألا إنّ مثل آل محمّد صلي الله عليه وآله کمثل نجوم السماء، إذا خوي نجم طلع نجم، فکأنّکم قد تکامَلَت من اللَّه فيکم الصنائع، وأراکم ما کنتم تأملون. [29] .
الآية الثالثة «إلهکم إلهٌ واحدٌ فالّذين لا يُؤمِنون بالآخرةِ قلوبُهم مُنکِرة و هم مُستَکبِرون». [30] .
پاورقي
[1] کمال الدّين 671:2 ح 18؛ بحارالأنوار 285:52.
[2] الأنفال: 5.
[3] الغَيبة للنعامنيّ 198 ح 9؛ حلية الأبرار 626:2.
[4] دلائل الإمامة 252.
[5] بحارالأنوار 139:52.
[6] تفسير العيّاشيّ 254:2 ح 2.
[7] بحارالأنوار 139:52.
[8] الغَيبة للنعمانيّ 200 ح 17؛ بحارالأنوار 150:52.
[9] بحارالأنوار 140:52.
[10] نفس المصدر 141:52.
[11] نفس المصدر 110:52.
[12] نفس المصدر 111:52.
[13] الکافي 369:1.
[14] بحارالأنوار 103:52.
[15] الإسراء: 73.
[16] بحارالأنوار 142:52.
[17] نفس المصدر.
[18] بحارالأنوار 144:52.
[19] نفس المصدر.
[20] نفس المصدر.
[21] النحل: 16.
[22] الغَيبة للنعمانيّ 155 ح 15؛ بحارالأنوار 22:51.
[23] الکافي 338:1 ح 8؛ دلائل الإمامة 292.
[24] کمال الدّين 329:1 ح 13.
[25] نفس المصدر 203:1.
[26] نفس المصدر 203:1.
[27] نفس المصدر 204:1.
[28] الغَيبة للنعمانيّ 159 ح 6؛ کمال الدّين 349:2 ح 41.
[29] نهج البلاغه (صبحي الصالح) 146-145، الخطبة 100.
[30] النحل: 22.