بازگشت

مولد المهدي برواية ابن حمزة


1028 - روي الفقيه عماد الدّين أبو جعفر محمّد بن عليّ الطوسي المعروف بابن حمزة، بإسناده عن حکيمة بنت محمّد عليه السلام في حديث طويل، قالت:

دخلتُ علي أبي محمّد صلوات اللَّه عليه، فلمّا أردت الإنصراف قال: بيّتي الليلة عندنا، فانّه سيولد الليلة المولود الکريم علي اللَّه عزّوجلّ، الّذي يحيي اللَّه عزّوجلّ به الأرض بعد موتها، قلت: ممّن ياسيّدي، ولست أري بنرجس شيئاً من الحبل؟ قال: من نرجس لا من غيرها.

قالت: فقمت إليها فقلّبتها ظهراً وبطناً، فلم أر بها أثر حبل، فعدت إليه، فأخبرته بما فعلته، فتبسّم، ثمّ قال: إذا کان وقت الفجر يظهر بها الحبل، لأنّ مثلها مثل اُمّ موسي لم يظهر بها الحبل، ولم يعلم به أحد إلي وقت ولادتها، لأنّ فرعون کان يشقّ بطون الحبلي في طلب موسي، وهذا نظير موسي صلوات اللَّه عليهما.

قالت حکيمة: فعدت إليها وأخبرتها. قالت: وسألتها عن حالها، فقالت: يامولاتي، ما أري بي شيئاً من هذا.

قالت حکيمة: فلم أزل أرقبها إلي وقت طلوع الفجر، وهي نائمة بين يدي تتقلّب جنباً إلي جنب، حتّي إذا کان آخر الليل، وقت طلوع الفجر، وثبت فزعة، فضممتها إلي صدري وسمّيت عليها، فقلت لها: ما حالک؟ قالت: ظهر بي الأمر الّذي أخبرک مولاي.

فصاح أبو محمّد عليه السلام: اقرأي عليها: «إنّا أنزلناه في ليلة القدر» فأقبلت أقرأ عليها کما أمرني، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ بمثل ما أقرأ وسلّم عليّ.

قالت حکيمة: ففزعت لما سمعتُ، فصاح بي أبو محمّد صلوات اللَّه عليه: لا تعجبي من أمر اللَّه، إنّ اللَّه ينطقنا بالحکمة صِغاراً، ويجعلنا حُججاً في أرضه کباراً، فلم يستتمّ الکلام حتّي غيّبت عنّي نرجس، فلم أرها، کأ نّما ضُرب بيني وبينها حجاب، فعدوت نحو أبي محمّد صلوات اللَّه عليه وأنا صارخة، فقال لي: ارجعي ياعمّة فإنّک ستجدينها في مکانها.

قالت: فرجعت، فلم ألبث حتّي انکشف الغطاء الّذي بيني وبينها، وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشي بصري، وإذا بالصبي ساجد بوجهه، جاثٍ علي رکبتيه، رافع سبّابتيه نحو السماء، وهو يقول: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وحده لا شريک له، وأشهد أنّ جدّي رسول اللَّه صلي الله عليه وآله، وأنّ أبي أميرالمؤمنين، ثمّ عدّ إماماً إماماً إلي أن بلغ إلي نفسه، ثمّ صلّي عليهم، ثمّ قال صلوات اللَّه عليه: اللهمّ أنجز لي ما ودعتني، وتمّم لي أمري، وثبّت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلاً وقسطاً، فصاح بي أبو محمّد وقال: ياعمّة تناوليه وهاتيه، فتناولته وأتيت به نحوه، فلمّا مثّلته بين يدي أبيه، وهو علي يدي، سلّم علي أبيه، فتناوله منّي والطير يرفرف علي رأسه - الحديث. [1] .


پاورقي

[1] الثاقب في المناقب 201 ح 178.