طوبي للمؤمنين بالمهدي في غيبته
372 - الشّيخ الصدوق، بإسناده عن أبي بصير، قال: قال الصادق عليه السلام: طوبي لمن تمسّک بأمرنا في غيبة قائمنا، فلم يزغ قلبه بعد الهداية، فقلت له: جُعلت فداک، وما طوبي؟ قال: شجرة في الجنة، أصلها في دار عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وليس من مؤمن إلّا وفي داره غصن من أغصانها،وذلک قول اللَّه عزّوجلّ: «طُوبي لهم وحُسن مَآب». [1] .
373 - عن رفاعة ابن موسي، ومعاوية بن وهب، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: طوبي لمن أدرک قائم أهل بيتي وهو مقتدٍ به قبل قيامه، يتولّي وليه، ويتبرّأ من عدوّه، ويتولّي الأئمّة الهادية من قبله، اولئک رفقائي وذوو ودّي ومودَّتي، وأکرم أمّتي عليّ، قال رفاعة: وأکرم خلق اللَّه عليّ. [2] .
374 - وبالإسناد عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام أ نّه قال: يأتي علي الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فياطوبي للثابتين علي أمرنا في ذلک الزمان، إنّ أدني ما يکون لهم من الثواب أن يناديهم الباري عزّوجلّ: عبادي آمنتم بسرّي، وصدّقتم بغيبي، فأبشروا بحسن الثواب منّي، فأنتم عبادي وإمائي حقّاً، منکم أتقبّل، وعنکم أعفو، ولکم أغفر، وبکم أسقي عبادي الغيث، وأدفع عنهم البلاء، ولولاکم لأنزلت عليهم عذأبي. قال جابر:
فقلت: يا ابن رسول اللَّه فما افضل ما يستعمله المؤمن في ذلک الزمان؟
قال: حفظ اللسان ولزوم البيت! [3] .
375 - روي الشيخ الصدوق رحمه الله بإسناده عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: طوبي لمن أدرک قائم أهل بيتي وهو يأتمّ به في غيبته قبل قيامه، ويتولّي أولياءه ويعادي أعداءه، ذلک من رفقائي وذوي مودّتي، وأکرم أمّتي عَلَيَّ يوم القيامة. [4] .
376 - روي النعمانيّ بإسناده عن عبيد اللَّه بن العلاء، عن أبي عبداللَّه جعفر بن محمّد عليهما السلام، أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام حدّث عن أشياء تکون بعده إلي قيام القائم، فقال الحسين عليه السلام: يا اميرالمؤمنين متي يطهّر اللَّه الأرض من الظالمين؟ فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: لا يطهّر اللَّه الأرض من الظالمين حتّي يُسفک الدم الحرام - ثمّ ذکر أمر بني أميّة وبني العباس في حديث طويل - ثمّ قال: إذا قام القائم بخراسان، وغلب علي أرض کوفان وملتان، وجاز جزيرة بني کوان، وقام منّا قائم بجيلان وأجابته الآبرُ والديلمان، وظهرت لولدي رايات الترک متفرّقات في الأقطار والجنبات، وکانوا بين هنات وهنات، إذا خربت البصرة، وقام أمير الأمرة بمصر - فحکي عليه السلام حکاية طويلة - ثمّ قال: إذا جهزّت الألوف وصُفَّت الصفوف وقُتِلَ الکبش الخروف، هناک يقوم الآخر، ويثور الثائر، ويهلک الکافر، ثمّ يقوم القائم المأمول، والإمام المجهول،له الشرف والفضل، وهو من ولدک يا حسين، لا ابن مثله يظهر بين الرکنين، في دريسين باليين، يظهر علي الثقلين، ولا يترک في الأرض دمين، طوبي لمن أدرک زمانه ولحق أوانه، وشهد أيّامه. [5] .
377 - روي النوري قال: وأخرج أبو محمّد الفضل بن شاذان النيسابوريّ المتوفّي في حياة أبي محمّد العسکريّ والد الحجّةعليهما السلام في کتابه في الغَيبة، بإسناده عن الحسن بن رئاب، قال: حدّثنا أبو عبداللَّه عليه السلام حديثاً طويلاً عن أميرالمؤمنين عليه السلام، قال في آخره: ثمّ يقع التدابر في الاختلاف بين أمراء العرب والعجم، فلا يزالون يختلفون إلي أن يصير الأمر إلي رجل من ولد أبي سفيان - إلي أن قال عليه السلام - ثمّ يظهر أمير الأمرة وقاتل الکفرة، السلطان المأمول، الّذي تحير في غيبته العقول، وهو التاسع من ولدک يا حسين، يظهر بين الرکنين، يظهر علي الثقلين، ولا يترک في الأرض الأدنين، طوبي للمؤمنين الّذين أدرکوا زمانه ولحقوا أوانه، وشهدوا أيّامه، ولاقوا أقوامه. [6] .
378 - روي الشيخ الطوسيّ، بإسناده عن الأصبغ بن نُباتة، قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام في حديث له حتّي انتهي إلي مسجد الکوفة، وکان مبنيّاً بخزف ودنان وطين، فقال: وَيل لمن هدمک، وويل لمن سهّل هدمک، وويل لبانيک بالمطبوخ، المغيّر قبلة نوح، طوبي لمن شهد هدمک مع قائم أهل بيتي، اولئک خيار الأمّة مع أبرار العِترة. [7] .
379 - روي الطوسي بإسناده عن الحسن بن زيد بن عليّ، قال: سألت أبا عبد اللَّه جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام عن سنّ جدّنا عليّ بن الحسين عليه السلام فقال: أخبرني أبي، عن أبيه عليّ بن الحسين عليهم السلام قال: کنت امشي خلف عمّي الحسن وأبي الحسين عليهما السلام في بعض طرقات المدينة في العامّ الّذي قُبض فيه عمّي الحسن عليه السلام، وأنا يومئذ غلام لم أراهق أو کدت، فلقيهما جابر بن عبداللَّه وأنس بن مالک الأنصاريّان في جماعة من قريش والأنصار، فما تمالک جابر بن عبداللَّه حتّي أکبّ علي أيديهما وأرجلهما يقبّلهما، فقال رجل من قريش کان نسيباً لمروان: أتصنع هذا يا أبا عبداللَّه وأنت في سنّک هذا وموضعک من صحبة رسول اللَّه، وکان جابر قد شهد بدراً، فقال له: إليکَ عنّي، فلو علمتَ يا أخا قريش من فضلهما ومکانهما ما أعلمُ لقبّلتَ ما تحت أقدامهما من التراب.
ثمّ أقبل جابر علي أنس بن مالک فقال: يا أبا حمزة، أخبرني رسول اللَّه صلي الله عليه وآله فيهما بأمر ما ظننته أ نّه يکون في بشر، قال له أنس: وبماذا أخبرک يا أبا عبداللَّه؟
قال عليّ بن الحسين: فانطلق الحسن والحسين عليهم السلام ووقفتُ أنا أسمع محاورة القوم، فأنشأ جابر يحدّث، قال: بينما رسول اللَّه صلي الله عليه وآله ذات يوم في المسجد وقد حفّ من حوله، إذ قال لي: يا جابر ادعُ لي حسناً وحسيناً، وکان شديد الکَلَف بهما، فانطلقت فدعوتهما وأقبلتُ أحمل هذا مرّةً وهذا أخري حتّي جئته بهما، فقال لي وأنا اعرف السرور في وجهه لمّا رأي من محبّتي لهما وتکريمي إيّاهما: أتحبّهما يا جابر؟
فقلت: وما يمنعني من ذلک فِداک أبي وأمّي وأنا أعرف مکانهما منک؟
قال: أفلا أخبرک عن فضلهما؟
قلت: بلي بأبي أنتَ وأمّي.
قال: إنّ اللَّه تعالي لمّا أحب أن يخلقني، خلقني نُطفة بيضاء فأودعها صلب أبي آدم عليه السلام، فلم يزل ينقلها من صُلب طاهر إلي رحم طاهر، إلي نوح وإبراهيم عليهم السلام، ثمّ کذلک إلي عبد المطّلب، فلم يصبني من دنس الجاهليّة، ثمّ افترقت تلک النطفة شطرَين إلي عبداللَّه وأبي طالب، فولدني أبي فختم اللَّه بي النبوّة، (وولد أبو طالب عليّاً) فختمت به الوصيّة، ثمّ اجتمعت النطفتان منّي ومن عليّ، فولدتا الجهر والجهير الحسنان، فخَتم بهما أسباط النبوّة وجعل ذرّيّتي منهما، وأمرني بفتح مدينة - أو قال مدائن - الکفر. ومن ذّرّية هذا - وأشار إلي الحسين عليه السلام - رجل يخرج في آخر الزمان يملأ الأرض عدلاً کما مُلئت ظلماً وجوراً، فهما طاهران مطهّران، وهما سيّدا شباب أهل الجنة، طوبي لمن أحبّهما وأباهما وأمّهما، وويل لمن حاربهم وأبغضهم. [8] .
380 - روي النعمانيّ بإسناده عن أبي بصير، عن کامل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ قائمنا إذا قام، دعا الناس إلي امر جديد، کما دعا إليه رسول اللَّه صلي الله عليه وآله، وإنّ الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً کما بدأ، فطوبي للغرباء. [9] .
پاورقي
[1] کمال الدّين 358:2 ح 55؛ معاني الأخبار 112 ح 1.
[2] کمال الدّين 358:2 ح 55.
[3] نفس المصدر 330:1 ح 15؛ بحارالأنوار 145:52.
[4] نفس المصدر 286:1 ح 2 و 3.
[5] الغَيبة للنعمانيّ 274ح 55؛ بحارالأنوار 235:52.
[6] الغَيبة لابن شاذان؛ و عنه: کشف الأستار للنوري 221.
[7] الغَيبة للطوسيّ 283؛ بحارالأنوار 332:52.
[8] أمالي الطوسيّ 2 : 114-113؛ بحارالأنوار 22 : 112-110.
[9] الغَيبة للنعمانيّ 320 ح 1؛ بحارالأنوار 366:52.