بازگشت

سوره يونس


الآية الاولي قوله تعالي: «ويَقُولون لَولا أُنزِل عَلَيه آيةٌ مِن ربّه - فقُل إنّما الغَيب للَّه فَانتظِروا إنّي معکم من المُنتظِرِين». [1] .

297 - ابن بابويه عن يحيي بن أبي القاسم، قال: سألت الصادق عليه السلام عن قول اللَّه عزّوجلّ: «الم ذلک الکتابُ لا رَيب فيه هُديً للمتّقين - الّذين يُؤمِنون بالغَيب» [2] ، فقال: المتّقون شيعة عليّ عليه السلام، والغيب فهو الحجّة القائم الغائب؛ وشاهد ذلک قول اللَّه عزّوجلّ: «ويَقُولون لَولا أُنزِل عَلَيه آيةٌ مِن ربّه فقُل إنّما الغَيب للَّه فَانتظِروا إنّي معکم من المُنتظِرِين». [3] .

298 - الشّيخ الصدوق، بإسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي النصر، قال: قال الرضا عليه السلام: ما أحسن الصبر وانتظار الفرج، أما سمعت قول اللَّه عزّوجلّ: «وارتقبوا إنّي معکم رَقيب» [4] «فانتظِروا إنّي معکم مِن المُنتظرين» فعليکم الصبر، فإنّه إنّما يجي الفرج علي اليأس، فقد کان الّذين من قبلکم أصبر منکم. [5] .

299 - وعنه، بإسناده عن محمّد بن الفضل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سألته عن الفرج قال: إنّ اللَّه عزّوجلّ يقول: «انتظروا إنّي مَعکم من المُنتظرِين». [6] .

300 - وبالإسناد عن عبد العظيم الحسنيّ، قال: دخلت علي سيّدي محمّد بن عليّ عليهما السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم، أهو المهدي أو غيره؟ فابتدأني فقال: يا أبا القاسم، إنّ القائم منّا هو المهدي الّذي يجب أن يُنتظر في غيبته، ويطاع في ظهوره، وهو الثالث من ولدي، والّذي بعث محمّداً بالنبوّة وخصّنا بالإمامة، إنّه لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد، لطوّل اللَّه ذلک اليوم حتّي يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما مُلئت جوراً وظلماً، وإنّ اللَّه تبارک وتعالي يُصلح أمره في ليلة کما أصلح أمر کليمه موسي عليه السلام، [ذهب] ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسول نبيّ، ثمّ قال عليه السلام: أفضل اعمال شيعتنا انتظار الفَرَج. [7] .

301 - عن الصقر بن أبي دلف، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الرضا عليه السلام يقول: الإمام بعدي ابني عليّ، أمره أمري، وقوله قولي، وطاعته طاعتي، والامام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، وقوله قول أبيه، وطاعته طاعة أبيه، ثمّ سکت، فقال له: يا بن رسول اللَّه فمن الامام بعد الحسن؟ فبکي عليه السلام بکاءً شديداً ثمّ قال: ان من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر، فقلت له: يا ابن رسول اللَّه ولم سمّي القائم؟ قال: لأ نّه يقوم بعد موت ذِکره وارتداد أکثر القائلين بإمامته، فقلت له: ولم سمّي المنتظر؟ قال: إنّ له غيبة يکثر أيّامها ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، ويُنکره المرتابون، ويستهزئ به الجاحدون، ويکذّب فيها الوقّاتون، ويهلک فيها المستعجلون، وينجو فيها المسلّمون. [8] .

302 - وبالإسناد عن ابن أبي عمير، عمّن سمع أبا عبداللَّه عليه السلام يقول:



لکلّ أُناس دولةٌ يرقبونها

ودولتنا في آخر الدهر تظهرُ [9] .



303 - روي الترمذيّ بإسناده عن أبي الأحوص، عن عبداللَّه قال:

قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: سَلوا اللَّه من فضله، فإنّ اللَّه عزّوجلّ يحبّ أن يُسأل، وأفضل العبادة انتظار الفرج. [10] .

304 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ بإسناده عن عليّ بن هاشم، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ما ضرّ من مات منتظراً لأمرنا ألّا يموت في وسط فسطاط المهدي وعسکره. [11] .

305 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ بإسناده عن عبداللَّه بن بکير، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: دخلنا عليه جماعة فقلنا: يا ابن رسول اللَّه إنّا نريد العراق فأوصِنا. فقال أبو جعفر عليه السلام: ليقوّ شديدکم ضعيفکم، وليعد غنيکم علي فقيرکم، ولا تبثّوا سرّنا، ولا تُذيعوا أمرنا، وإذا جاءکم عنّا حديث فوجدتم عليه شاهداً أو شاهدَين من کتاب اللَّه فخُذوا به، وإلّا فقِفوا عنده ثمّ رُدُّوه إلينا حتّي يستبين لکم، واعلموا أنّ المنتظر لهذا الأمر له مثل أجر الصائم القائم، ومن أدرک قائمنا فخرج معه فقتل عدونا، کان له مثل أجر عشرين شهيداً، ومَن قُتل مع قائمنا، کان له مثل أجر خمسة وعشرين شهيداً. [12] .

306 - روي الشيخ الطوسيّ بإسناده عن يحيي بن العلاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: کلّ مؤمن شهيد، وإن مات علي فراشه فهو شهيد، وهو کمن مات في عسکر القائم، قال أيحبس نفسه علي اللَّه ثمّ لا يدخله الجنة؟ [13] .

307 - روي الشيخ الصدوق بإسناده عن أبي حمزة الثماليّ، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ أقرب الناس إلي اللَّه عزّوجلّ وأعلمهم به وأرأفهم بالناس، محمّد صلي الله عليه وآله والأئمّة عليهم السلام، فادخلوا أين دخلوا، وفارقوا من فارقوا - أعني بذلک حسيناً وولده عليهم السلام - فإنّ الحقّ فيهم، وهم الاوصياء، ومنهم الائمّة، فأينما رأيتموهم فاتبعوهم، فان أصبحتم يوماً لا ترون منهم أحداً، فاستعينوا باللَّه عزّ وجلّ، وانظروا السُنَّة الّتي کنتم عليها واتبعوها، وأحبّوا مَن کنتم تحبون، وأبغضوا مَن کنتم تُبغضون، فما أسرع ما يأتيکم الفرج. [14] .

308 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ بإسناده عن أبي الجارود، قال: قلت: لأبي جعفر عليه السلام يابن رسول اللَّه هل تعرف مودّتي لکم وانقطاعي إليکم وموالاتي إيّاکم؟ قال: فقال: نعم، قال: فقُلتُ: فإنّي أسألک مسألة تجيبني فيها، فإنّي مکفوف البصر قليل المشي ولا أستطيع زيارتکم کلّ حين، قال: هات حاجتک، قلت: أخبرني بدينک الّذي تدين اللَّه عزّوجلّ به أنت وأهل بيتک لأدين اللَّه عزّ وجلّ به. قال عليه السلام: إن کنت أقصرت الخُطبة، فقد أعظمت المسألة، واللَّهِ لأعطينّک ديني ودين آبائي الّذي ندين اللَّه عزّوجلّ به، شهادة أن لا إله إلّا اللَّه و أنّ محمّداً رسول اللَّه صلي الله عليه وآله والإقرار بما جاء من عند اللَّه، والولاية لوليّنا، والبراءة من عدونا، والتسليم لأمرنا، وانتظار قائمنا، والاجتهاد والورع. [15] .

309 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ قدس سره بإسناده عن الحکيم بن عتيبة، قال: بينا أنا مع أبي جعفر عليه السلام والبيت غاصّ بأهله، إذ أقبل شيخ يتوکّأ علي عَنَزة له حتّي وقف علي باب البيت، فقال: السلام عليک يا ابن رسول اللَّه ورحمة اللَّه وبرکاته، ثمّ سکت، فقال أبو جعفر عليه السلام: وعليک السلام ورحمة اللَّه وبرکاته، ثمّ أقبل الشيخ بوجهه علي أهل البيت وقال: السلام عليکم، ثمّ سکت حتّي أجابه القوم جميعاً وردّوا عليه السلام، ثمّ أقبل بوجهه علي أبي جعفر عليه السلام، ثمّ قال: يا ابن رسول اللَّه أدنيني منک جعلني اللَّه فداک، فواللَّهِ إنّي ما أحبّکم و أحبّ مَن يحبّکم لطمع في دُنياً، واللَّهِ إنّي لأبغض عدوّکم و أبرأ منه، وواللَّهِ ما أبغضه وأبرأ منه لوتر کان بيني وبينه، واللَّهِ إنّي لأحلّ حلالکم وأحرّم حرامکم وأنتظر أمرکم، فهل ترجو لي جعلني اللَّه فداک؟ فقال أبو جعفر: إليّ إليّ، حتّي أقعده إلي جنبه، ثمّ قال:

أيّها الشيخ، إنّ أبي عليّ بن الحسين عليه السلام أتاه رجل فسأله عن مثل الّذي سألتني عنه، فقال له أبي عليه السلام: إن تَمُت، ترد علي رسول اللَّه عليه السلام وعلي عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين، ويثلج قلبک ويبرد فؤادک وتقرّ عينک وتُستقبل بالروح والريحان مع الکرام الکاتبين لو قد بلغت نفسک هاهنا - وأهوي بيده إلي حلقه - وإن تعش، تَرَ ما يقرّ اللَّه به عينک، وتکون معنا في السنام الأعلي.

فقال الشيخ: کيف قُلتَ يا أبا جعفر عليه السلام؟ فأعاد عليه الکلام.

فقال الشيخ: اللَّه أکبر يا أبا جعفر، إن أنا متّ أرد علي رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وعلي عليّ والحسن والحسين وعليّ بن الحسين عليهم السلام وتقرّ عيني ويثلج قلبي ويبرد فؤادي وأُستقبل بالرَّوح والريحان مع الکرام والکاتبين لو قد بلغت نفسي إلي هاهنا، وإن أعش أر ما يقرّ اللَّه به عيني فأکون معکم في السنام الاعلي؟!

ثمّ أقبل الشيخ ينتحب، ينشج هاهاها حتّي لصق بالأرض، وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون لما يرون من حال الشيخ.

وأقبل أبو جعفر عليه السلام يمسح بأصبعه الدموع من حماليق عينيه وينفضها، ثمّ رفع الشيخ رأسه، فقال لأبي جعفر عليه السلام: يا ابن رسول اللَّه ناولني يدک جعلني اللَّه فداک، فناوله يده فقبّلها ووضعها علي عينيه وخدّه، ثمّ حسر عن بطنه وصدره، فوضع يده علي بطنه وصدره، ثمّ قام فقال: السلام عليکم، وأقبل أبو جعفر عليه السلام ينظر في قفاه وهو مُدبر، ثمّ أقبل بوجهه علي القوم فقال: مَن أحبّ أن ينظر إلي رجل من أهل الجنّة، فلينظر إلي هذا. فقال الحکم بن عتيبة: لم أر مأتماً قطّ يشبه ذلک المجلس. [16] .

310 - روي الکافي رحمه الله بإسناده عن عبد الحميد الواسطيّ، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أصلحک اللَّه ولقد ترکنا أسواقنا انتظاراً لهذا الأمر حتّي أوشک الرجل منّا يسأل في يديه فقال: يا عبد الحميد أتري مَن حبس نفسه علي اللَّه لا يجعل اللَّه له مخرجاً؟ بلي واللَّه ليجعلنّ اللَّه له مخرجاً، رحم اللَّه عبداً حبس نفسه علينا، رحم اللَّه عبداً أحيي امرنا، قال: فقلت: فإن متّ قبل أن أدرک القائم؟ فقال: القائل منکم إن أدرکت القائم من آل محمدٍ نصرتُه، کالمقارع معه بسيفه، والشهيد معه له شهادتان. [17] .

311 - وروي ثقة الإسلام الکلينيّ قدس سره بإسناده عن اسماعيل الجعفيّ، قال: دخل رجل علي أبي جعفر عليه السلام ومعه صحيفة، فقال له أبو جعفر عليه السلام: هذه صحيفة مخاصمٍ يسأل عن الدّين الّذي يقبل فيه العمل. فقال: رحمک اللَّه هذا الّذي أريد. فقال أبو جعفر عليه السلام: شهادة أن لا اله إلّا اللَّه وحده لا شريک له، وأنّ محمّداً صلي الله عليه وآله عبده ورسوله، وتقرّ بما جاء من عند اللَّه، والولاية لنا أهل البيت، والبراءة من عدوّنا، والورع والتواضع، وانتظار قائمنا، فإنّ لنا دولة إذا شاء اللَّه جاء بها. [18] .

الآية الثانية قوله تعالي: «إنَّما مَثلُ الحَيوةِ الدُّنيا کَمَاءٍ أَنزلْنهُ من السَّمَاءِ فاختَلَط به نَباتُ الأرض ممَّا يأکُلُ النَّاسُ والأَنعامُ حتّي إذا أخَذَتِ الأرضُ زُخْرُفَهَا وازَّيَّنتْ وظَنّ أَهْلُها أَ نَّهم قدِرُونَ عَلَيها أَتاها أَمرُنا لَيلًا أو نَهاراً فجعلنها حَصيداً کأَن لَّمْ تَغْنَ بالأَمس کذلک نُفصِّلُ الآياتِ لقومٍ يتفکَّرون». [19] .

312 - روي الشيخ الصدوق رحمه الله حديثاً طويلاً لابن مهزيار في من شاهد القائم عليه السلام جاء فيه: فما کان إلّا هنيئة، فخرج إليّ وهو يقول: طوبي لک قد أُعطيت سؤالک، قال: فدخلت عليه صلوات اللَّه عليه وهو جالس علي نمط عليه نطع أديم أحمر متّکئ علي مسورة أديم، فسلّمت عليه وردّ عليّ السلام، ولمحته فرأيت وجهه مثل فلقة قمر، لا بالخرق ولا بالبزق، ولا بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللاصق، ممدود القامة، صلت الجبين، أزجّ الحاجبَين، أدعج العينَين، أقني الأنف، سهل الخدَّين، علي خدّه الأيمن خال.

فلمّا أن بصرت به، حار عقلي في نعته وصفته، فقال لي: يا ابن مهزيار کيف خلّفت إخوانک في العراق؟

قلت: في ضنک عيش وهناة، قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان، فقال: قاتلهم اللَّه أنّي يؤفَکون، کأنّي بالقوم قد قُتلوا في ديارهم وأخذهم أمر ربّهم ليلاً ونهاراً.

فقلت: متي يکون ذلک يا ابن رسول اللَّه؟

قال: إذا حيل بينکم وبين سبيل الکعبة بأقوام لا خلاق لهم واللَّه ورسوله منهم براء، وظهرت الحمرة في السماء ثلاثاً فيها اعمدة کأعمدة اللجين تتلألأ نوراً، ويخرج الشروسيّ من أرمينية وآذربيجان يريد وراء الريّ الجبل الاسود المتلاحم بالجبل الأحمر، لزيق جبل طالقان، فيکون بينه وبين المروزيّ وقعة صيلمانيّة، يشيب فيها الصغير، ويهرم منها الکبير، ويظهر القتل بينهما، فعندها توقّعوا خروجه إلي الزوراء، فلا يلبث بها حتّي يوافي باهات، ثمّ يوافي واسط العراق، فيقيم بها سنة أو دونها، ثمّ يخرج إلي کوفان، فيکون بينهم وقعة من النجف إلي الحيرة إلي الغريّ، وقعة شديدة تذهل منها العقول، فعندها يکون بوار الفئتَين، وعلي اللَّه حصاد الباقين.

ثمّ تلا قوله تعالي: «بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم أتاها أمُرنا لَيلاً أو نَهاراً فجَعَلْنَاها حَصِيداً کأن لَم تَغْنَ بالأمسِ» فقلت: سيدي يا ابن رسول اللَّه ما الأمر؟

قال: نحن أمر اللَّه وجنوده.

قلت: سيّدي يا ابن رسول اللَّه حان الوقت؟

قال: «اقتَرَبَت السَّاعَةُ وانشقَّ القَمَرُ. [20]  [21] .

313 - الفضل بن شاذان بإسناده عن محمّد بن الحنفيّة، (في حديث اختصرنا منه موضع الحاجة)، أ نّه قال: إنّ لبني فلان ملکاً مؤجّلاً حتّي إذا أمنوا واطمأنّوا، وظنّوا أنّ مُلکهم لا يزول، صيح فيهم صيحة، فلم يبق لهم راعٍ يجمعهم، ولا داع يسمعهم، وذلک قول اللَّه عزّوجلّ: «حتّي إذا أخذت الأرض زُخرفها وازّينت وظنّ أهلُها أ نّهم قادرون عليها أتاها أمرُنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً کأن لم تغنَ بالأمس کذلک نفصّل الآيات لقوم يتفکّرون».

قلت: جُعلت فداک: هل لذلک وقت؟

قال: لا، لأنّ علم اللَّه غلب علم الموقّتين، إنّ اللَّه وعد موسي ثلاثين ليلة وأتَمَّها بعشر لم يعلمها موسي، ولم يعلمها بنو اسرائيل، فلمّا جاز الوقت قالوا: غرّنا موسي فعبدوا العجل، ولکن إذا کثرت الحاجة والفاقة، وأنکر في الناس بعضهم بعضاً، فعند ذلک توقّعوا أمر اللَّه صباحاً ومساءً. [22] .

314 - أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ، بإسناده عن المفضل بن عمر، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:

نزلت في بني فلان ثلاث آيات: قوله عزّوجلّ: «حتّي إذا أخذت الأرضُ زُخرُفَها وازّيّنت وظنّ أهلُها أ نّهم قادرون عليها أتاها أمرُنا لَيلاً أو نَهاراً» يعني القائم بالسيف «فجَعَلْناها حَصِيداً کأن لم تَغْنَ بالأمسِ».

وقوله عزّوجلّ: «فَتَحنا عَلَيهم أبواب کُلِّ شَي ء حَتّي إذا فَرِحوا بما أُوتوا أخذناهم بَغتةً فإذا هم مُبلِسون - فقُطِع دابِرُ القَوم الّذين ظَلَموا والحمدُ للَّهِ ربِّ العالَمين» [23] قال أبو عبداللَّه عليه السلام بالسيف.

وقوله تعالي: «فلمّا أَحَسُّوا بأسَنا إذا هُم منها يَرکُضون - لا تَرکُضوا وارجِعوا إلي ما أُترِفتُم فيه و مَسَاکِنِکم لعلّکم تُسألون» يعني القائم عليه السلام، يسأل بني فلان عن کنوز بني أمّية. [24] .

الآية الثالثة قوله تعالي: «قل هل مِن شرکائکم مَن يهدي إلي الحقّ قُل اللَّهُ يهدي للحقِّ أَفمَن يَهْدِي إلي الحقِّ أَحَقّ أَن يُتَّبع أمَّن لا يهدِّي إلَّا أَن يُهدي فما لکم کيف تَحکُمُون». [25] .

315 - محمّد بن يعقوب: بإسناده عن عبد الرحمن بن مسلمة الحريريّ، قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام يوبّخونا ويکذبونا أنّا نقول: إنّ صيحتَين تکونان، يقولون من أين تُعرف المحقّة من المبطلة إذا کانتا؟ قال: فماذا تردُّون عليهم؟ قلت: ما نردّ عليهم شيئاً. قال: قولوا: يصدّق بها إذا کانت مَن کان يؤمن بها من قبل، ان اللَّه عزّوجلّ يقول: «أفمَن يَهدي إلي الحقِّ أحقُّ أن يُتَّبع أمّن لا يَهِدّي إلّا أن يُهدي فمالَکُم کيف تَحکُمُون». [26] .

316 - محمّد بن يعقوب: بإسناده عن داود بن فرقد، قال: سمع رجل من العجليّة هذا الحديث: قوله «ينادي منادٍ ألا إنّ فلان بن فلان وشيعته هم الفائزون أوّل النهار، وينادي منادٍ آخر النهار ألا إنّ عثمان وشيعته هم الفائزون»، فقال الرجل: فما يدرينا أيّما الصادق من الکاذب؟ فقال: يصدق عليها مَن کان يؤمن بها قبل أن ينادي، إنّ اللَّه عزّوجلّ يقول: «أفمَن يَهدي إلي الحقِّ أحقُّ أن يُتّبع أمَّن لا يهِدّي إلّا أن يُهدي فمالَکُم کيف تَحکُمُون». [27] .

317 - الشّيخ الصدوق، بإسناده عن ميمون البان، قال: کنت عند أبي عبداللَّه عليه السلام (أبي جعفر عليه السلام) في فسطاطه، فرفع جانب الفسطاط فقال: إنّ أمرنا - لو قد کان - لکان أبين من هذه الشمس المضيئة، ثمّ قال: يُنادي منادٍ من السماء: فلان بن فلان هو الإمام باسمه، وينادي إبليس لعنه اللَّه من الأرض کما نادي برسول اللَّه صلي الله عليه وآله ليلة العقبة. [28] .

318 - عنه، بإسناده عن زرارة، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: ينادي منادٍ من السماء باسم القائم عليه السلام، قلت: خاصّ أو عامّ؟ قال: عامّ يسمع کلّ قوم بلسانهم، قلت: فمن يخالف القائم عليه السلام وقد نودي باسمه؟ قال: لايدعهم إبليس حتّي ينادي في آخر الليل ويشکّک الناس. [29] .

319 - وعنه، بإسناده عن المعلّي بن خُنيس، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: صوت جبرئيل من السماء، وصوت إبليس من الأرض، فاتّبعوا الصوت الأوّل، وإيّاکم والأخير أن تفتتنوا به. [30] .

320 - وروي القمّي في تفسيره عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: «أفمَن يَهدي إلي الحقِّ أحقُّ أن يُتّبع أمَّن لا يهِدّي إلّا أن يُهدي فمالَکُم کيف تَحکُمُون» فأمّا مَن يهدي إلي الحقّ، فهم محمّد وآل محمّد من بعده، وأمّا من لايهدي إلّا أن يُهدي، فهو مَن خالف من قريش وغيرهم أهل بيته من بعده. [31] .

321 - روي الطبريّ في «دلائل الإمامة» بالإسناد عن أنس بن مالک، قال: خرج علينا رسول اللَّه صلي الله عليه وآله ذات يوم فرأي عليّاً، فوضع يده بين کتفَيه ثمّ قال: يا عليّ، لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد، لطوّل اللَّه ذلک اليوم حتّي يملک رجل من عترتک يقال له المهدي، يهدي إلي اللَّه عزّوجلّ ويهتدي به العرب، کما هديت أنت الکفار والمشرکين من الضلالة، ثمّ قال: ومکتوب علي راحتيه، بايعوه فإنّ البيعة للَّه عزّوجلّ. [32] .

322 - و روي عن محمّد بن عليّ السلميّ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ: قال: «إنّما سمّي المهدي مهدياً لأ نّه يهدي لأمر خفيّ، يهدي مافي صدور الناس، ويبعث إلي الرجل فيقتله لا يدري في أيّ شي ء قتله، ويبعث ثلاثة راکب - قال هي بلغة غطفان راکبان - أمّا راکب فيأخذ مافي أيدي أهل الذمّة من رقيق المسلمين فيعتقهم، وأمّا راکب فيظهر البراءة منهما، من يغوث ويعوق في أرض العرب، وراکب يخرج التوراة من مغارة بأنطاکية، ويعطي حکم سليمان». [33] .

323 - وروي النعمانيّ بإسناده عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: دخل رجل علي أبي جعفر الباقر عليه السلام فقال له: عافاک اللَّه، اقبض منّي هذه الخمسمائة درهم، فإنّها زکاة مالي، فقال له أبو جعفر عليه السلام: خذها أنت فضعها في جيرانک من أهل الإسلام والمساکين من إخوانک المؤمنين، ثمّ قال: إذا قام قائم أهل البيت، قسّم بالسوية وعدل في الرعيّة، فمن أطاعه فقد أطاع اللَّه، ومن عصاه فقد عصي اللَّه، وإنّما سُميّ المهدي مهدياً لأ نّه يهدي إلي أمر خفيّ، ويستخرج التوراة وسائر کتب اللَّه عزّوجلّ من غار بأنطاکية، ويحکم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل القرآن بالقرآن، وتجمع إليه أموال الدنيا من بطن الأرض وظهرها، فيقول للناس: تعالوا إلي ما قطعتم فيه الأرحام وسفکتم فيه الدماء الحرام، ورکبتم فيه ما حرّم اللَّه عزّوجلّ، فيُعطي شيئاً لم يعطه أحد کان قبله، ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً ونوراً کما مُلئت ظلماً وجوراً وشرّاً. [34] .

الآية الرابعة قوله تعالي: «بل کَذَّبوا بما لم يُحِيطوا بعِلمه ولمَّا يأتِهِم تأويلُهُ کذلک کذَّب الَّذين مِن قبلهم فانظُر کيف کان عاقبةُ الظالِمين». [35] .

324 - بالإسناد عن زرارة، قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها؟ فقال: إنّ هذا الّذي تسألون عنه لم يجي ء أوانه، وقد قال اللَّه عزّوجلّ: «بِل کَذَّبوا بما لم يُحيطوا بعِلمه ولمّا يأتِهم تأويلُه». [36] .

325 - وقال عليّ بن إبراهيم في قوله: «بل کذبوا بمالم يحيطوا بعِلمه ولمّا يأتِهم تأويلُه» أي لم يأتهم تأويله «کذلک کَذَّب الّذين مِن قَبلِهم» قال: نزلت في الرجعة، کذّبوا بها، أي أ نّها لا تکون، ثمّ قال: «ومِنهم مَن يُؤمن به ومنهم من لايؤمن به وربُّک أعلَم بالمُفسِدين». وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: «ومنهم من لا يؤمن به» فهم أعداء محمّد وآل محمّد من بعده «وربُّک أعلَمُ بالمُفسِدين» والفساد المعصية للَّه ولرسوله. [37] .

الآية الخامسة قوله تعالي: «وإمّا نُرِيَنَّکَ بعضَ الّذي نَعِدُهم أو نَتَوفَّيَنَّکَ فإلَينا مَرجِعُهم ثُمّ اللَّه شَهيدٌ علي ما يَفعلون - و لکُلِّ أُمّةٍ رسُولٌ فإذا جاء رسُولُهُم قُضِيَ بينهم بالقِسطِ وهم لا يُظلَمون - ويقولون مَتي هذا الوَعدُ إن کنتم صادقين - قُل لا أملک لنفسي ضرّاً ولا نَفعاً إلَّا ما شاء اللَّه لکلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إذا جاء أَجلُهُم فلا يَستَئخِرُون سَاعةً ولا يَستَقدِمُون - قُل أَرَأَيْتُم إن أتاکم عَذابُهُ بَياتاً أو نَهاراً ماذا يَستعجِلُ منه المُجرِمون - أَثمّ إذا ما وَقَع آمَنتُم به ءَآلئَنَ وقد کُنتُم بهِ تَستعجِلُون». [38] .

326 - قال عليّ بن إبراهيم في قوله: «وإن کَذَّبُوکَ فَقُل لي عَمَلي و لکم عَمَلُکُم - إلي قوله - ما کانوا مُهتَدين» فإنّه محکم.

ثمّ قال: «وإمّا نُرِيَنَّکَ» يا محمّد «بَعضَ الّذي نَعِدُهُم» من الرجعة وقيام القائم «أو نَتَوَفَّيَنَّک» قبل ذلک «فإلَينا مَرجِعُهُم ثمّ اللَّه شَهيد علي ما يَفعلون».

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله:

«قل أرأيتم إن أتاکم عَذابُه بَياتاً» يعني ليلاً «أو نَهاراً ماذا يَستعجِل منه المُجرِمون» فهذا عذاب ينزل في آخر الزمان علي فسقة أهل القبلة يجحدون نزول العذاب عليهم. [39] .

الآية السادسة قوله تعالي: «ويَقولون مَتي هذا الوَعدُ إن کُنتم صَادِقين». [40] .


پاورقي

[1] يونس: 20.

[2] البقرة: 1 و 2.

[3] کمال الدّين 340:2؛ المحجّة 97.

[4] هود: 93.

[5] تفسير البرهان 181:2 ح 2.

[6] تفسير البرهان 181:2 ح 3.

[7] بحارالأنوار 156:51.

[8] نفس المصدر 158:51.

[9] نفس المصدر 142:51.

[10] سنن الترمذيّ 565:5 ح 3571.

[11] الکافي 372:1 ح 6.

[12] الکافي 222:2 ح 4؛ بحارالأنوار 122:52.

[13] أمالي الطوسيّ 288:2؛ بحارالأنوار 144:52.

[14] کمال الدّين 328:2؛ بحارالأنوار 136:51 ح 8.

[15] الکافي 21:2 ح 10؛ بحارالأنوار 13:69.

[16] الکافي 76:8 ح 30؛ بحارالأنوار 362-361: 46.

[17] الکافي 80:8 ح 37؛ بحارالأنوار 126:52.

[18] الکافي 23:2 ح 13؛ بحارالأنوار 2:69.

[19] يونس: 24.

[20] القمر: 1.

[21] بحارالأنوار 45:52؛ تفسير نور الثقلَين 299:2 ح 41.

[22] بحارالأنوار 104:52.

[23] الأنعام: 44 و 45.

[24] دلائل الإمامة 250؛ المحجّة 98.

[25] يونس: 35.

[26] روضة الکافي 208؛ بحارالأنوار 296:52.

[27] روضة الکافي 209؛ نورالثقلين 303:2 ح 58.

[28] کمال الدّين 650:2.

[29] نفس المصدر 652:2.

[30] نفس المصدر 652:2.

[31] تفسير القمّيّ 312:1.

[32] دلائل الإمامة 250؛ إثبات الهداة 574:3 ح 716.

[33] دلائل الإمامة 249؛ الخرائج 836:2 ح 78.

[34] الغَيبة للنعمانيّ 237 ح 26؛ حلية الأبرار 556:2 ب 14.

[35] يونس: 39.

[36] بحارالأنوار 40:53.

[37] تفسير القمّيّ 312:1؛ تفسير العيّاشيّ 122:2 ح 20.

[38] يونس: 51-46.

[39] تفسير القمّيّ 312:1؛ تفسير الصافي 405:2.

[40] يونس: 48.